أكد، مدير معهد الآداب واللغات بالمركز الجامعي لغليزان، الدكتور خليفي سعيد بأنّ الكتابة الموجهة للطفل ينبغي أن تحترم المقاييس والأطر التي تنظمها، من أجل الوصول إلى الأهداف الحقيقية وراء توجيه أنماط الكتابات إلى الطفل . أوضح المتحدث في تصريح لجريدة " الشعب" بأنّ الاهتمام بالكتابة نحو الطفل أو ما يسمى بأدب الطفل ضروري، بحكم أنّ هذه الشريحة لبنة أساسية في تكوين المجتمع، وهو تكوين ينبغي أن يأخذ مختلف الأبعاد، التي تجعل من طفل اليوم رجلا في المستقبل يقوم على بناء الوطن . وانتقد الدكتور خليفي سعيد الأخطاء التي يقع فيها الكتاب، موضحا بأنّ التدقيق في الكتابة أمر مطلوب لتفادي مختلف الأخطاء، التي قد تبدو للبعض بأنّها بسيطة، ولكن تأخذ منحى آخر في فكر الطفل، الذي يستقبل كل شيء، ولا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ في هذا السنّ المبكر. وقال خليفي سعيد بأنّ الحديث عن أدب الطفل يرتبط بنوعين من الكتابة، أولهما يسمى بأدب الطفل، الذي هو في معايير الأدبية المتعارف عليها في الدرس النقدي، وهو أدب يقرأه الكبار أيضا لكنّ كاتبه يعتمد على شخصيات من عالم الطفولةّ، وكتابات آخرى موجهة للطفل، وهي مدار الحديث، المعني بالموضوع، والذي له دورا مهمّ في تكوين شخصية الطفل اجتماعيا ومعرفيا. وكشف المتحدث بأنّ هذه الكتابة المعنية بالموضوع ينبغي أن تحترم شروط أساسية، يتصدّرها الجانب العقائدي، وهو المطلوب لإرساء معالم البعد الإسلامي والوطني في الكتابة التي تكون في متناول الطفل . ومنها جوانب أخرى، البعد اللغوي، حيث انتقد الدكتور الأخطاء التي تكون مكشوفة في الكتابات، داعيا إلى ضرورة التنسيق مع المدققين اللغويين، بحكم أن تكوين الملكة اللغوية للطفل شيء مهم جدا، وهدف أساسي وراء أيّ كتابة، موضحا أنّ هذا البعد اللغوي لا يقل أهمية عن البعد الجمالي، الذي يفتح الآفاق للطفل. واعتبر خليفي أنّ الطفل ينشئ وفق تنشئة معنية أخلافية وسلوكية ومعرفية، وهذه التنشئة ينبغي أن تعتمد على الكتابة التي تعتبر خير موجه للطفل، ومساند فيتحقيق ما يصبو إليه الآباء والمجتمع على حد السواء. وبخصوص توظيف الأسطورة في الكتابة الموجهة للطفل، قال الدكتور سعيد بأنّ هذا التوظيف لا بأس به ما لم يتعارض مع الأطر الموجهة لهذا النوع من الكتابة، مثمنا دور الأسطورة التي تفتح الأفق، وتنمي موهبة الخيال لدى الطفل، في حين يكون هذا التوظيف مذموما إذا تعارض مع المرجعية الدينية، لأنّ الطفل لا يستطيع الإدراك في هذا السنّ المبكر، خصوصا عند الحديث عن موضوعات بعيدة عن عالمه مثل الآلهة وغيرها.