أخي الفلسطيني القاطن بغزة تحديدا.. لا أملك شيئا ملموسا للتعبير عن غضبي، وثورتي، سوى كلمات بسيطة أكتبها بحبر أسود سواد قلوب بعض الناس.. أعلم أن الكلمات لا تمنحك لا خبزا ،و لا دواء، و لا تصد عنك القنابل، لكن هي كل ما أملك وهي ما بقي من سلاح وذخيرة، بعد أن أصاب الصدأ أسلحة الجيوش العربية . لا تكفي الإدانة، ولا الشجب، ولا تكفي الخطب، ولا النصائح المجانية وما أكثر ها .؟! لذا كل ما نطالب به إن كان لنا الحق في المطالبة، و كل مانريده منك ،وأنت القابض على الجمر، والقابع في الجحيم ، أن يستمر صمودك، وتضامنك الشعبي. نعرف أن عدوك الأول ليس اسرائيل وحدها بل أمريكا، و منظمات حقوق الإنسان ، وبعض الأنظمة العربية، ولكنه هذا قدرك وقدرنا نحن الشعوب المغلوبة على أمرها ؟! قبل أن نعزيك و نترحم على الشهداء، نعزي أنفسنا أولا، ونترحم على كرامتنا، وتاريخنا، الذي ضاع منا، في غفلة منا أيضا؟! . اختارت اسرائيل أن تنفذ مجزرتها ( هولوكست سنة 2008) ضد شعب أعزل في أيام الاحتفال برأس السنة الهجرية، وأعياد ميلاد المسيح ، تماما كما اختارت القوى الكبرى، أن تضحي برئيس أكبر دولة عربية في يوم عيد الأضحى المبارك ونحن الشهود نتفرج . قصف غزة ليس جديدا فقد قصفت بغداد وقبلها بيروت عام 1982 ونحن الشهود نتفرج ! . الحرب في غزة، ليست ضد حماس وحدها، ولا من أجل حماس وصواريخها العبثية ؟! كما يدعي ذلك أشباه السياسيين والمثقفين ، إن كانت حماس هي المسؤولة فعلا عن الذي يحدث اليوم في غزة ، ماذا نقول عن مذابح دير ياسين، وكفر قاسم، وقانا، وماذا نقول عن مذابح صبرا وشتيلا ؟!.هل كانت حماس هي السبب في كل ذلك ؟!. المأساة أن ذاكرتنا مثقوبة، وأننا لا نتعلم من التاريخ شيئا . لا تفيدكم مؤتمرات القمة، ولا قرارات الأممالمتحدة، ولا اجتماعات الجامعة العربية، كل ما بقي لكم هو التمسك بالوحدة الوطنية، وتجاوز الخلافات ، مع استمرار المقاومة. لأن استمرار المقاومة وحدها تؤكد لنا على أن الحياة لازالت مستمرة في غزة- وأن بعض الكرامة لم تتلوث بعد !! . فالقابض على الجمر، و القابع في الجحيم، وحده يعرف طريق الخلاص والنصر . أخي الفلسطيني عذرا ان أصابنا الوهن، والخوف، والضياع.... عذرا إذا كنا غير قادرين على مواجهة العدوان ... وعذرا إذا كنا نشاهد عبر شاشات التلفزيون الجثث والأشلاء والدمار ولم نفعل شيئا ،لقد تعودنا على رؤية مثل تلك المشاهد في صبرا وشتيلا وجنوب لبنان، وبغداد، وسجن أبو غريب، واعدام رئيس دولة، ولم نفعل أيضا شيئا .. لأن الشهامة مفقودة، والكرامة مغتصبة. لن تصرخ الفلسطينية بعد اليوم ، وامعتصماه لأن المعتصم قد مات منذ قرون . رحم الله شهداء غزة، ورحم الله شهداء الأمة العربية الأحياء منهم قبل الأموات . وسلام عليك أيها الصامد في الرباط المقدس، سلام عليك يوم ولدت، ويوم تقاوم، ويوم تنتصر ------------------------------------------------------------------------