هناك فئة محظوظة تعطى لها كل الامتيازات والأفضلية في شتى الميادين، في حين تعيش فئة أخرى درجة معينة من التهميش والعزلة وتعاني في صمت، تصارع من أجل البقاء في عصر لا مكان فيه للضعيف، إنها فئة المعاقين. قصة شهيناز تيكور، هي حالة فريدة من نوعها، فرغم أنها لا تتجاوز ال24 ربيعا، وإصابتها منذ صغرها بشلل شبه نصفي (إعاقة حركية بنسبة حوالي 50 بالمئة) إلا أنها لم تمنعها من رفع التحدي والبرهنة على أنها جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، متسلحة بالإيمان بالله وكذا ثقتها في نفسها. وحتى لا تعيش عالة على أسرتها أبت تيكور إلا أن تتقاسم العبء مع والدها لتساعده في تسيير مدرسة لتعليم السياقة. الشئ المميز لدى هذه الاخيرة أنها تحب الفوز ولا تستسلم أبدا، شأنها في ذلك شأن المصارع القوي الذي لا ينهزم، رغم تعنت خصمه الذي يريد الإطاحة به. فهي تعمل بوتيرة سريعة وثابتة، شعارها الجدية في العمل، الانضباط والمثابرة، فرغم سنها ومستواها المتواضع إلا أنها هي الأحسن في مجال تخصصها، الشئ الذي يثير إعجاب واحترام الكثيرين. كيف يمكن لفتاة شبه معاقة التغلب على الصعوبات والعراقيل لتأدية عملها على أحسن وجه. فهي تنهض باكرا لفتح أبواب المدرسة، ترتب كل الأمور قبل وصول والدها، تستقبل التلاميذ وتباشر عملها اليومي لتلقين الدروس المقررة. تارة تجيب عن كل تساؤلاتهم، تزودهم بالشروحات الكافية، وتمدهم بالنصائح والإرشادات، وتارة أخرى تستعين بوالدها، لإعداد رزنامة إجراء الامتحانات الجزئية أو النهائية، بغية الحصول على رخصة السياقة. الشئ الملفت للانتباه، هي نسبة نجاح التلاميذ الهائلة التي فاقت كل التوقعات، مقارنة بباقي المدارس الأخرى. شهيناز تيكور هي بحق مثال يقتدى به، وقد يحسدها البعض على حدة ذكائها، فطنتها ودهائها. يكفيها فخرا واعتزازا أنها تقوم بعمل جبار وتقدم خدمة مثالية للغير، وتثابر بدون كلل أو ملل في سبيل نجاحها. فهي بذلك تدوّن اسمها بأحرف من ذهب في سجل المتفوقين.