دعت الجامعة العربية على لسان أمينها اللعام نبيل العربي، حركة حماس القبول بالمبادرة المصرية للتهدئة في محاولة منها إلى تبني المبادرة والزام الطرف الفلسطيني بها وربما تسويقها دوليا لتتحول إلى وثيقة سياسية تفاوضية بعد أن رفضتها حماس. وقد رفضت حماس المبادرة لأنها برأيها سوت بينها كضحية وبين اسرائيل كجلاد فالمدافع عن نفسه ضد الاحتلال ليس كالمعتدي واعتبرتها مبادرة منحازة تغض الطرف عن حجم العدوان وكوارثه، حيث شنت إسرائيل على غزة أكثر من ألف غارة جوية وبموازاتها للفعل الإجرامي مع المقاومة المشروعة تكون المبادرة قد منحت إسرائيل صك براءة أمام المجتمع الدولي . وقد رحبت اسرائيل وأمريكا بالمبادرة المصرية وأعلن نتنياهو أن سبب ترحيبه واستجابته للمبادرة المصرية هو وعود القاهرة بدراسة اقتراح نزع السلاح من غزة وهذا غير منطقي لأن سلاح المقاومة إذا قارناه بالترسانة العسكرية الإسرائيلية لا يساوي شيئا ومع ذلك تريد المبادرة تجريد المقاومة من السلاح وهو الشيء الذي يدخل ضمن المؤامرة. إلا أن حماس تريد التهدئة التي تلبي مطالب الفلسطينيين وهي مطالب شرعية وليست تعجيزية وقابلة للتجسيد على الأرض، ممثلة في ست نقاط وهي الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة برا وبحرا وجوا. ضمان وقف سياسة التوغل والاغتيالات وهدم البيوت وتحليق الطياران فوق القطاع. فك الحصار البري والبحري بشكل كامل بعد 8 سنوات من الحصار بما في ذلك فتح المعابر وتشغيل ميناء غزة وإدخال كل احتياجات الأهالي. فك الحصار الاقتصادي والمالي ضمان حرية الصيد والملاحة حتى 12 ميلا حرية الحركة في المناطق الحدودية. إلا أن نبيل العربي أبلغ كيري بأن المبادرة المصرية تشمل كل شيء وأن المحادثات التي تنص عليها يجب أن يتم البناء عليها وهو ما أرضى كيري ويخدم سياسة حكومة ناتنياهو. ويرى الفلسطينيون في الوسيط ان يكون محايدا وليس منحازا لطرف على حساب طرف آخر أو يكون هو ذاته طرفا في القضية ورغم موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر على الاقتراع المصري لوقف النار إلا أنه وبعد ساعات توعد نتنياهو قطع غزة بمرحلة جديدة من العدان مهددا حماس بأنها ستدفع الثمن لرفضها التهدئة فهل سيوفق المجتمع الدولي في إيجاد وساطة محايدة أم أنه سيضغط على حماس لقبول المبادرة المصرية؟