صدر عن الجمعية الثقافية الجاحظية ديوان شعري من الحجم المتوسط، تحت عنوان «أنشودة أوقاس» للكاتب عبد الرحمن عزوق، تناول فيه جانبا من الحياة الاجتماعية لذاته، معبرا عن شوقه وحنينه إلى مسقط رأسه أوقاس، بكتابة إبداعية مزجت بين الحقيقة والخيال وواقع ضرورة الشاعر لبيئته. استطاع الكاتب في حدود 70 صفحة أن يعبر عن الذات الشعرية التي يحملها كل شاعر تجاه وطنه الأم، متبعا نوع الشعر الحر، وتطرق الشاعر في تقديم ديوانه الشعري إلى التعريف بمدينة أوقاس، التي عرفت عبر تاريخها الطويل باسم وادي المرسى، أرض يلتقي فيها السهل والبحر والجبل. أوقاس المتربعة في الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط والتي تزف رمالها الذهبية إلى أمواج البحر الزرقاء بها تاريخ عريض وطويل، وفيها سجل الأجداد ملاحم بطولية ضد الغزاة عبر العصور. تناول «عبد الرحمن عزوق» في مطلع أبياته الشعرية علاقته المتينة بقرية أوقاس الجبلية بمدينة بجاية، أين تربى وترعرع في أحضان طبيعتها الخلابة، واصفا طبيعتها بصورة جمالية فنية أضفت خصوصيته كشاعر يعشق الأصالة، حيث يقول: المجد في مقل التلال باق وإن لم ينزع الحلل القديمة من عقود والربوة الزرقاء ترفل في أصالتها العريقة لا تبالي ثم عبر عن أحاسيسه التي تفيض بروح انتمائه الوطنية فيقول: أوقاس التي علمتني أن اكتب الشعر من فيض حبي لها ولسكانها.... حاول الشاعر التوثيق لبعض معالم منطقة «أوقاس» لأنه تمنى أن تبقى بعض هذه المعالم كما هي عليه دون أن تمسها ماكنة الجديد، ولأن نكهة الماضي في بعض الأحيان تبقى أجمل من كل ما هو جديد، حيث يقول: في دولة الأمجاد في الوطن المجيد وفي الروابي والجبال وعلى تصانيف الفطاحل كل جيل مفخرة يا بلدتي يا حلمي الأزلي دوما أنت ملهمتي للإشارة فإن الشاعر عبد الرحمن عزوق ولد عام 1947 ببجاية، وتخرج من معهد اللغة والأدب العربي جامعة الجزائر وعمل أستاذا للأدب العربي في ثانوية بواسماعيل وفي جامعة التكوين المتواصل، شارك في عدة مهرجانات شعرية في الجزائر، ونشر عشرات القصائد والمقالات في الصحافة الوطنية والعربية، كما له عدة دواوين شعرية من بينها: أبعاد زمان الأوغاد، آفاق في زمان النفاق، نال عدة جوائز في الشعر والقصة.