تختلج في مكامن الكاتب عبد الرحمن عزوق مشاعر حب و اشتياق إلى بلدته اوقاس و الواقعة بمدينة بجاية ،هذا الوطن الصغير الذي ترعرع فيه و عاش فيها جزء من حياته.فتولدت لديه طاقات غير منتهية من الشوق لهذه البلدة الصغيرة ورغم مرور 50 سنة من الغربة إلا انه لا يزال حاملا مشعل الحنين ،فكانت للغربة صوت الشعر الذي أصبح يدوي مسامع الشاعر عزوق و تحولت ''اوقاس ''في ديوان هذا المبدع من اسم قديم و التي عرفت عبر تاريخها الطويل باسم وادي المرسى أيضا الأرض التي يلتقي فيها السهل و البحر و الجبل فهذا التناغم الخارق في الجمال أنجب ديوان شعر بعنوان «أنشودة اوقاس» . الديوان يحتوي على 70 صفحة يضم مجموعة من أبيات شعرية من انجاز الجاحظية ،حاول الشاعر عبد الرحمن عزوق يعطي نبذة قصيرة عن اوقاس المتربعة في الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط و التي تزف رمالها الذهبية الى أمواج البحر الزرقاء لها تاريخ طويل و عريض و فيها سجل الأجداد ملاحم بطولية ضد الغزاة . يقول الشاعر عزوق ان اوقاس هي التي علمته كتابة الشعر فكان يتخيلها بشعرها الذي يشبه لون القمر و هي تزغرد و تمسح بيدها دموعها طفرت على خذيها . حاول الشاعر عزوق ان يوثق بعض معالم منطقة اوقاس باعتبارانها تبقى اجمل من كل ما هو جديد بارغم من انه كل ما هو جديد و التطور العمراني و التقدم في كل مدينة و بلدة ،خاصة و ان الدول المتقدمة تحرص على ابقاء المعالم القديمة على حالها كوثيقة حقيقية وواقعية باعتبارها جزء من ذاكرتنا. فكانت الابيات التي ترسخ جمال هذه المدينة كالابيات التالية : المجد في مقلا التلال باق و ان لم ينزع الحلل القديمة من عقود و الربوة الزرقاء ترفل في اصالتها الغريقة لا تبالي و الشمس تنشر في الفضاء صدى جبالي لا شيءالا الشمس يفهم لهجة قومي الفريدة لغة الجبال الصامدة صار الملثم اغبر اللحظات موتور الفؤاد هذي بلاد الملحمة و الموطن المنصور يا كتاب الخالدين... للتذكير نشأ الشاعر عبد الرحمن عزوق في العاصمة و تعلم في مدارسها و علم في جميع مراحل التعليم ،كتب القصة و المقال و القصيدة بالفصحى و العامية اشرف على 30 كتابا مدرسيا و شبه مدرسي وقدم لعدد معتبر من الادباء الشباب نال عدة جوائز في الشعر و القصة و له خمسة دواوين شعرية و مجموعة قصصية مطبوعة كما ان له عدد من المخطوطات في الشعر و النثر ويعد عضوا في اتحاد الكتاب الجزائريين و في مكتب الجاحظية كان مكلفا بالمالية سابقا و عضو في الرابطة الوطنية للادب الشعبي و عضو في هيئة تحرير مجلة «التبيين».