يظهر أن الأممالمتحدة قد تجاوزتها الأحداث وأصبحت على حافة الانهيار بعد أن فشلت في التعامل مع مختلف القضايا وخاصة العدوان الإسرائيلي على غزة حيث وقفت موقف المتفرج على الأحداث وكأن الأمر لا يعنيها فالمجازر المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني من قبل القوات الهمجية الصهيونية واستعمال هذه الأخيرة لأسلحة محرمة دوليا وكذا تواصل الانسداد في قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وحرب العراق كلها ملفات قد تعجل بانهيار الهيئة التي أنشات من أجل إحلال السلام في العالم. وجدت هيئة بان كي مون نفسها في حرج كبير أمام العديد من الملفات التي أفقدتها الكثير من المصداقية فالعدوان الأخير على غزة وما يخلفه من دمار جعل من الأممالمتحدة مهزلة ومادة إعلامية دسمة صبت معظمها في التساؤل عن جدوى إبقائها والالتزام بقراراتها التي أصبحت هي و لا شيء على حد سواء فالقرار الأخير الخاص بوقف إطلاق النار في غزة تحت رقم 1860 تعاملت معه إسرائيل بشكل مهين للغاية ينبئ بفقدان الأممالمتحدة لأي احترام على المستوى العالمي. وما زاد في التساؤل حول مصير الأممالمتحدة بعد 64 سنة من إنشائها فلتان قضايا الأمن والسلام من يدها وبات الفصل فيها من شان الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها وما حدث في تيمور الشرقية واقليم كوسوفو بمنحهم الاستقلال والتماطل في قضية الصحراء الغربية وفلسطين أكبر دليل على فقدان الأمل في الأممالمتحدة لإيجاد حلول عادلة لهذه القضايا التي ترهن مصير الملايين من الشعوب. والعجيب في أمر الأممالمتحدة هو سكوتها على المجازر والانتهاكات الخطيرة في مجال حقوق الإنسان سواء بفلسطين أو بالصحراء الغربية من قبل الاحتلال المغربي وهو ما سيكون مستقبلا تشجيعا للدول الامبريالية لانتهاك حريات وحقوق الشعوب في السلام والأمن. وان كان التعامل السلبي للأمم المتحدة مع مختلف القضايا الخاصة بالعرب والمسلمين سلبيا فهيئة الأممالمتحدة التي يقودها السيد بان كي مون أمامها فرصة كبير للعودة الى النشاط من الباب الواسع وفرض نفسها كهيئة مستقلة بعيدة عن كل أشكال الضغط وهذا لن يتأتى إلا من خلال تبني مواقف صريحة ومنددة بالهمجية ضد الإنسانية وعدم الاستسلام لرغبة إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية. ولعل ما سيزيد في الانتقاص من قيمة الأممالمتحدة هو موقفها من التفجيرات الإرهابية التي مست مقرها بالجزائر في11 ديسمبر 2007 حيث أمرت بفتح تحقيق مستقل وهو ما جعل الجزائر تحتج بقوة وردت الصاع صاعين للأمم المتحدة ويظهر أن الجزائر كانت على حق بالنظر لمعرفتها بواقع الأممالمتحدة وتعاملها بسياسة الكيل بميكيالين مع الدول فما يحدث حاليا بإسرائيل من انتهاكات ومجازر بغزة سيكون ورقة ضغط على المنظمة في مختلف الانتهاكات التي ستجري مستقبلا في مختلف بقاع العالم وستقول الأطراف المنتهكة للأمم المتحدة ما فعلتم لإسرائيل حتى تتحدثوا معنا. وانكشفت المؤامرة التي تحاك ضد العالم العربي والإسلامي من خلال التعامل مع السودان في قضية دارفور التي يريدها الغرب مطية لدخول السودان والاستحواذ على منابع النفط وهو ما يجب التفطن له فالعالم اليوم مجبر بين تسليم ثرواته للغرب أو التعرض للإبادة ومختلف أنواع الاهانة. ويذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد احتلت العراق دون إذن من الأممالمتحدة وهو ما جعل العديد من الشعوب فيما بعد تدعو حكامها للانسحاب من هيئة الأممالمتحدة. ------------------------------------------------------------------------