تميزت أجواء الاحتفال بعيد الأضحى بالجزائر العاصمة، بالهدوء والبهجة والسرور، ما صنع نوعا من الارتياح وسط العائلات الجزائرية، لاسيما بعد التزام التجار والمتعاملين الاقتصاديين ببرنامج رزنامة المداومة الذي وضعته وزارة التجارة ليومي العيد، بهدف ضمان استمرارية الخدمة العمومية في أحسن الظروف، والحرص على عدم تكرار سيناريو رحلة البحث عن المواد الغذائية الأساسية في مثل هذه المناسبات الدينية. سلوك حضاري قدمه التجار في المناسبة التي مارس فيها الجزائريون الشعيرة الإبراهيمية في ظروف جيدة، جسد نجاح الحملة التحسيسية التي قام بها التجار بالتنسيق مع البلديات ومديرية التجارة بالعاصمة، وكرس حس المواطنة وحال دون تكرار مشاهد الطوابير على الخبز وانتظار مادة الحليب وتحققت فرحة العيد على كل المستويات. وبحسب اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، تم تسجيل استجابة قوية خلال يومي العيد وقد وصلت النسب التقديرية الأولية إلى 95%، وهذا ما جعل التجّار وأصحاب المحلات وأسواق التموين بالتجزئة للمواد الغذائية العامة وكذا الخضر والفواكه المعنيين بنظام المداومة ملتزمين بضمان نشاطهم العادي وتموين السوق بالمواد الأساسية للمواطن. نفس الأمر بالنسبة لمادة الخبز، التي كانت متوفرة بشكل طبيعي، حيث تمكن المواطن الحصول عليها دون عناء، ما يؤكد التطبيق الصارم لنظام المداومة ووعي الخبّاز الجزائري بذلك، على عكس ما كان يروج له عن عدم التزام الخبازين بضمان خدمة عادية ومنتظمة. ودعا الاتحاد كل الناشطين في هذا المجال، من تجار وأصحاب الخدمات، بضرورة تحسين الخدمات المقدمة للمواطن والتقيّد بأسس الممارسة التجارية والنُظم المعمول بها، وضمان أسعار معقولة تراعي قدسية هذه المناسبة والقدرة الشرائية للفئات الاجتماعية، لاسيما للمواد ذات الاستهلاك الواسع، مذكرا إياهم وكذا كل ممارسي النشاطات الاجتماعية باستئناف النشاط ابتداءً من اليوم والالتزام بخدمة المواطن، بعد أن أثبتوا ذلك، خاصة بعد نجاح عملية المداومة، والتي ستستمر طوال أسبوع للحيلولة دون تكرار سيناريو السنوات الماضية. وفي المقابل، أشاد اتحاد التجار بأجواء الفرحة التي سادت يومي العيد، وبمجهودات مصالح الأمن بكل أجهزتها في توفير الأمن العمومي والسهر على راحة المواطن وضمان الممتلكات ومواجهة كل أشكال الجريمة في كل الأحوال من أجل السلم العام.