من الواجب أن نواجه الأحزان التي تعصر قلوبنا بسبب ما يتعرض له الأطفال والنساء والأبرياء في غزة الصامدة من الواجب أن مكون دائمي البشر في أحلك الأوقات وأحلك الساعات وليس من المفيد أن تفارق الإبتسامة شفاهنا والأمل من نفوسنا . لا يسمح هذا الحيز باستعراض المواقف التي تخفف الألام النفسية ولكن من المفيد تقديم النماذج التالية : 1 ) تعرض الأدباء والمبدعون والشعراء إلى الذين يراءون الناس امتثالا لقول الرسول الكريم أظهروا للناس حسن أخلاقكم أما الأسرار فلا يعلمها إلا الله . وفي هذا المقام يقول الشاعر بهاء زهير : كم أناس أظهروا الزهد لنا فتجافوا عن حلال وحرام قللوا الأكل وأبدوا ورعا وإجتهادا في صلاة وصيام ثم لما أمكنتهم الفرصة أكلوا أكل اللصوص في الظلام . 2 ) تنطوي الحياة الإجتماعية على لون من الناس يعلن توبته حين تشتد به الحال وفي هذا الموضوع يقول أحد الشعراء: قالوا فلان قد غدا نائيا واليوم قد صلى مع الناس قلت متى ذلك وأنى له وكيف ينسى لذه الكاس أمس بهذي العين أبصرته سكران بين الورى والأسى ورحت عن توبته سائلا وجدتها توبه إفلاس 3 ) ضاق أحد الشعراء بزائر ثقيل جرب معه الإشارة والتلميح فلم تفلح كل الوسائل معه وجرب معه الكلام الصريح فما تقع فعبر عن الموقف في إبداع شعري متميز حيث قال : وعائد هو سقم لكل جسم صحيح لا بإشارة بعربي ولا بالكلام الصريح وليس يخرج حتى تكاد تخرج روحي . 4 ) وعن الذين لا يترددون في إرتكاب المنكر دون خجل أو حياء قال أحد الشعراء: وثقيل كأنمال ملك الموت قربه ليس في الناس كلهم من تراه يحبه لو ذكرت أسمه على الماء لما ساغ شربه ومما سبق فلم يكن بد من أن تتخلل ساعات التفكير فترات ترويحية تخفف من متاعبنا من وقع الاخ