كشف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة /الذي دام 22 يوما وخلف 1203 شهداء/ مدى التزام الكيان الصهيوني بتنفيذ مشروعه الكبير الذي لم يتنازل ولو ليوم واحد عن جزء منه وقد نجح الصهاينة في كسب العديد من الجبهات أمام ضعف الأمة العربية التي تكتفي فقط بالدفاع والتنازل لإسرائيل التي باتت تتفاوض مع الولاياتالمتحدةالأمريكية على أمور تخص الوطن العربي وهو ما يعكس منح بعض الدول العربية تفويضا للولايات المتحدةالأمريكية للتفاوض مع إسرائيل حول حقوقها ومصالحها وهو ما يعني المستقبل الصعب للعلاقات العربية الإسرائيلية التي لا تبشر بالخير وتوحي بتنازلات عربية خطيرة عن أم القضايا في ظل اتساع الهوة بين مختلف الدول العربية وهو ما يؤكد نجاح الكيان الصهيوني في نقل المعركة بين العرب وإسرائيل الى العرب فيما بينهم. تمكن المشروع الصهيوني من النجاح في نقل المعارك الدبلوماسية بينه وبين العرب الى العرب فيما بينهم يقينا منه بأن قوة الكيان تكمن في ضعف الدول العربية وهو ما حدث بالفعل حيث أصبحت إسرائيل القوة رقم واحد في الشرق الأوسط بعد تطوير كفاءتها الدبلوماسية وتعزيز ترسانتها التكنولوجية العسكرية وجاء هذا نتيجة توجيه 5,4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام المقدر ب 130 مليار دولار الى البحث العلمي وهو ما أتى بثماره ميدانيا بينما أرهق العرب أنفسهم في صرف الملايير من الدولارات على أمور زادتهم ضعفا وتبعية. وقد استثمرت إسرائيل في ضعف الدول العربية وتشتتها وتمكنت من زرع الفتنة داخل الوطن العربي حيث باتت بعض الدول تساند إسرائيل بعد أن كانت أشد الخصام لإسرائيل والأكثر خطورة هو نقل الصراع الى الوسط السياسي الفلسطيني بين فتح وحماس وهو أكبر انتصار لإسرائيل في عدوانها والمستقبل سيكشف الخطة الإسرائيلية مستقبلا حيث ستركن للراحة وتترك المجال للفلسطينيين للتصارع فيما بينهم وسيعرف شغور منصب رئيس السلطة الفلسطينية بعد انتهاء عهدة الرئيس محمود عباس في 9 جانفي الجاري حيث سيكون الصراع على الزعامة كبيرا بين مرشحي حماس وفتح وقد يكون العدوان الإسرائيلي شديد الدقة في توقيته وهو ما سيتضح مع مرور الأيام. كما أن الحرب الإعلامية غير المعلنة بين الأحزاب الفلسطينية على القنوات الفضائية أثناء العدوان والاتهامات الخطيرة المتبادلة ستخلف آثارا وخيمة على مستقبل السياسة الفلسطينية وما سيزيد في تأكيد رغبة إسرائيل في زيادة الشرخ الفلسطيني هو قبولها التفاوض مع حركة حماس وبوساطة مصرية تحسبا لإشعال نار الفتنة بينها وبين حركة فتح. إسرائيل كانت تستهدف الأطفال والنساء أظهر العدوان الإسرائيلي على غزة الأهداف الدقيقة للكيان الصهيوني حيث كان ينوي القضاء على الموارد البشرية للفلسطينيين ومستقبل الغد فاستهداف النساء والأطفال الذي فاق عدد الشهداء بينهم ال 70 بالمائة حيث بلغ عدد الشهداء من الأطفال حسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس المقالة 410 أي 40 بالمائة من الشهداء دون التطرق الى عدد الجرحى. كما أن اكتشاف أسر كاملة مبادة يعكس الدراسات الاستراتيجية للكيان الصهيوني قبل الحرب والتي حددت عدد من الشهداء يجب بلوغه لأن الإحصائيات المستقبلية تؤكد تساوي عدد السكان في إسرائيل وفلسطين في 2025 وهو ما يتخوف منه الكيان الصهيوني ويحاول بكل الطرق منعه من خلال الحصار والحرب. ومن الأهداف التي كان ينوي الكيان الصهيوني تحقيقها هو إبقاء آثار نفسية مدمرة للبشر والبنى التحتية حيث سيظل كل من عايش العدوان محبطا نفسيا خاصة عند الأطفال والنساء ولتجاوز الأزمات النفسية التي خلفها العدوان سيتطلب ذلك أموالا باهضة ووقتا طويلا جدا لأن إسرائيل ركزت كثيرا على الحرب النفسية. ومن الأرقام التي توحي بجسامة الخسائر عدد الفارين من منازلهم الذين وصل عددهم الى 45 ألفا كما قامت إسرائيل بضرب 4000 موقعا وهو ما تطلب ذخيرة وقنابل فاقت مرة ونصف قوة قنبلة هيروشيما النووية. وقدرت الخسائر التي تركها العدوان الإسرائيلي في غزة 6,1 مليار دولار وهو ما جعل القطاع يعود الى 40 سنة للوراء وسيتطلب إصلاح ما تم تدميره سنوات طويلة وكان هذا جزء كبيرا من الأهداف الإسرائيلية حيث ستجعل الفلسطيني يسعى فقط لتوفير مصادر الرزق ويترك القضية وبالتالي نزع الشرعية الشعبية للمقاومة. أكدت إسرائيل من خلال الانقسام العربي المفضوح غياب أي مشروع أو إستراتيجية للتعامل معها وبالتالي يقينها من انعدام أي مبادرات هجومية للعرب واكتفائهم فقط ببيانات التنديد والشجب مع بعض المواقف المساندة لها. وعليه فالشعوب العربية التي تنهكها المخدرات والبطالة ومختلف الآفات مهددة بفقدان الغيرة على القضية الفلسطينية ونسيانها مستقبلا أمام الخطط الإسرائيلية الجهنمية التي نجحت في نشر الوهن بالوطن العربي. ------------------------------------------------------------------------