بعد أن وجد نفسه في ورطة، بسبب المقاطعة الدولية لمنتدى "كرانس مونتانا"، الذي نظمه خارج الشرعية الدولية في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة، وبعد أن وقع في الفخّ الذي نصبه للصحراويين، لم يجد الاحتلال المغربي غير اختلاق الأكاذيب والترويج لها عبر وسائل إعلامه، زاعما مشاركة أطراف، لم تحضر من الأساس، بل وأعلنت مقاطعتها صراحة للمؤامرة المغربية الفاشلة. وفي هذا الإطار، نفى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا، الأخبار التي مفادها أن وفدا عنه شارك في منتدى "كرانس مونتانا" الذي نظم بمدينة الداخلة (الصحراء الغربية)، بحسب ما أفادت به رسالة وجهها الحزب لجبهة البوليزاريو. وجاء في الرسالة التي تلقتها جبهة البوليزاريو والموقعة من طرف المكلف بالعلاقات الدولية في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي ريبون موشيي، أن "الحزب لم يسبق له أن تلقى دعوة للمشاركة في منتدى كرانس مونتانا ولم يتم إرسال أي وفد للمشاركة في هذا المنتدى". وأوضح نفس المصدر، أنه "لا يمكن إرسال أي وفد إلى أي منتدى أو لقاء دون موافقة رئيس الحزب أوبيد بابيلا". ووصف الحزب الأشخاص الذين زعموا أنهم ممثلون عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي ب "المحتالين"، مؤكدا أن تحقيقا سيفتح "للكشف عن هويتهم". وجدّد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي "موقفه الثابت" بشأن استقلال الصحراء الغربية وتقرير مصير الشعب الصحراوي. من ناحية ثانية، نظمت مركزية الجاليات الصحراوية بأوروبا مظاهرة أمام مقر الأممالمتحدةبجنيف، بالتعاون مع تمثيلية جبهة البوليساريو بسويسرا، وذلك للمطالبة بضرورة فرض آلية أممية لمراقبة حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية. وشارك في التظاهرة ممثلون عن جمعيات الجالية الصحراوية بمختلف المقاطعات الإسبانية، وأعضاء جمعية التضامن مع الشعب الصحراوي بسويسرا، إلى جانب الوفد الصحراوي المشارك في الدورة 28 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة بجنيف، والذي يضم ممثلين عن المناطق المحتلة ومخيمات اللاجئين وناشطين حقوقيين. وخلال المظاهرة، حمل المشاركون الأعلام الوطنية واللافتات، كما ردّدوا شعارات نددوا من خلالها بانتهاكات سلطات الاحتلال المغربية السافرة لحقوق الإنسان بالمناطق المحتلة، مطالبين بفرض آلية أممية لمراقبة حقوق الإنسان وحماية أرواح المدنيين الصحراويين، وكذا ضرورة إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين، ووقف النهب المتواصل للثروات الطبيعية الصحراوية. كما وجه المشاركون رسالة إلى الرأي العام الدولي، مطالبين فيها بضرورة العمل الجاد من أجل وقف الممارسات القمعية للاحتلال المغربي في الصحراء الغربية والتي تستهدف الجماهير الصحراوية، والتي كان آخر فصولها عقد منتدى كرانس مونتانا بمدينة الداخلة المحتلة. للإشارة، تأتي هذه المظاهرة تزامنا وانعقاد الدورة 28 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالعاصمة السويسرية جنيف، بمشاركة وفد صحراوي. ومن المنتظر أن تختتم الدورة أشغالها، نهاية الشهر الجاري، حيث سيتم تنظيم مظاهرة مماثلة للمطالبة باحترام حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية.