استذكر اللبنانيون أمس، آلام الحرب الأهلية في ذكراها السنوية الأربعين، بينما يشهد البلد توترات سياسية زادها عجز الفرقاء عن انتخاب رئيس جديد، والاستقطاب الحاد الناتج عن الأزمة في الجارة سوريا. ودعت قيادات سياسية لبنانية بهذه المناسبة إلى تجنيب لبنان نيران التوترات الأمنية المشتعلة في المنطقة، خاصة في سوريا. وقال زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري بالمناسبة "إن لبنان لم يخرج من الحرب الأهلية ليدخل أتون الحروب العربية"، مضيفا "لن نسمح للحرب بأن تعود". من جهته، دعا زعيم اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، الشباب اللبناني إلى تجنب العنف، ووصف الحرب الأهلية اللبنانية التي أنهاها اتفاق الطائف عام 1990، بأنها كانت حربا أممية. وتقام في هذه الذكرى أنشطة سياسية وثقافية ودينية للتأكيد على تمسك اللبنانيين بالسلم الأهلي ورفضهم ثقافة الحرب. وتجمع أمس الأول في وسط بيروت ما يعرف ب«اللقاء الروحي" الذي يضم رجال دين لبنانيين مسلمين ومسيحيين من مختلف الطوائف. ودعا خطباء في هذا التجمع اللبنانيين إلى نبذ الطائفية والتطرف، وترسيخ ثقافة التعايش الديني الوطني، كما دعوا إلى التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، مشيرين إلى المخاطر المحدقة بلبنان بسبب الأوضاع المضطربة في المنطقة. يذكر أن الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975 خلفت ما بين مائة ألف ومائتي ألف قتيل، ولايزال آلاف اللبنانيين مفقودين، ويُعتقد أن عددا منهم معتقلون في سوريا أو توفوا في سجونها.