صوّت مجلس الأمن الدولي، أمس الأول، بالإجماع، على القرار 2218 بشأن الصحراء الغربية، دعا فيه إلى تكثيف المفاوضات بين طرفي النزاع: جبهة البوليساريو والمغرب، بغية التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم لقضية الصحراء الغربية يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. تميّزت الجلسة بمداخلات للولايات المتحدة والمملكة المتحدةوفرنسا وإسبانيا وفنزويلاوأنغولاوالصينوالأردن. وأجمعت المداخلات على ضرورة تجاوز المأزق الحالي ودخول البوليساريو والمغرب في مفاوضات عاجلة من أجل التوصل إلى حل يمكن شعب الصحراء الغربية من ممارسة حق تقرير المصير. وركزت المناقشات على موضوعي الحل السياسي وحقوق الإنسان، حيث أعربت فنزويلا عن أسفها لعدم إدراج المقترحات المقدمة من طرف أعضاء المجلس بهذا الخصوص. وأوضحت أنغولا، أن الدول الأفريقية الأعضاء في المجلس صوّتت لصالح مشروع القرار، قناعة منها بالدور الذي يمكن أن يلعبه مجلس الأمن الدولي في مساعدة شعب الصحراء الغربية على ممارسة حقه في تقرير المصير، مضيفة «أن الوضع الحالي غير مقبول، داعية إلى تجاوز المأزق القائم بتشجيع الطرفين على الالتزام بأحكام القرارات ذات الصلة بالقضية الصحراوية». بدوره، أعرب مندوب الصين عن دعم بلاده للجهود التي تقودها الأممالمتحدة لحل النزاع في الصحراء الغربية، مذكرا بموقف بلاده من القضية الصحراوية. وقال الدبلوماسي الصيني، إن بلاده صوتت على مشروع القرار وتحيط علما بالشواغل التي عبّر عنها عدد من أعضاء المجلس. من جانبها أكدت مندوبة الأردن، أن بلادها مقتنعة بأن تطبيق بنود القرار الجديد من شأنها أن تحرز تقدما في اتجاه حل دائم لقضية الصحراء الغربية. وأوضحت رئيسة مجلس الأمن، أن الأممالمتحدة تظل المظلة الوحيدة التي تعمل على تقريب وجهات الأطراف للتوصل إلى حل يأخذ في الحسبان مشاغل سكان الصحراء الغربية. وعقب المصادقة على القرار الأممي، أكد ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة البخاري أحمد، أن «مخطط السلام بالصحراء الغربية لا يمكنه أن يظل مرهونا بتعنّت وابتزاز المحتل المغربي»، مضيفا «أن استمرار الوضع القائم حاليا قد يجهض مجهودات الأممالمتحدة ويقود المنطقة، التي تواجه أصلا تحديات جمّة، نحو المجهول». وأورد البخاري «أن البوليساريو تطالب من جديد مجلس الأمن الدولي بتحمّل مسؤولياته كاملة، من خلال السهر على احترام مهمة بعثة الأممالمتحدة من أجل الاستفتاء بالصحراء الغربية (المينورصو) التي تكمن في تأمين تنظيم استفتاء حر وعادل يسمح للشعب الصحراوي باختيار مستقبله سلميا وتقرير مصيره». وأضاف البخاري أحمد، «أن جبهة البوليساريو تحيّي بالمناسبة الموقف الواضح الذي لا لبس فيه الذي عبّر عنه الاتحاد الإفريقي، وفي نفس الوقت تدين موقف فرنسا التي تظل العائق الأساسي والرئيسي أمام التقدم من أجل تحقيق سلم عادل ودائم بالصحراء الغربية.