تحل علينا الذكرى ال70 لمجازر الثامن ماي 1945 الأليمة التي راح ضحيتها الكثير من الجزائريين، نحييها وكأن شيئا لم يحدث، هذه الجريمة ضد الإنسانية التي بقيت دون عقاب، كما أن الحكومة الفرنسية ترفض لحد الآن الاعتراف بمسؤوليتها في ارتكاب هذه المجزرة في الجزائر، والأكثر من ذلك هو تصريح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في أفريل المنصرم الذي اعتبر هذه المجازر التي خلفتها الآلة الاستعمارية في حق الشعب الجزائري مجرد ضروريات الحرب وليست إبادة جماعية. فأية ضروريات يتحدث عنها وهو ارتكب مجزرة منظمة في كل من سطيف، خراطة وقالمة بقصف قراهم بالطائرات المقنبلة وتجميع الأهالي في خنادق وإبادتهم وهم أحياء، لا لشئ سوى أنهم طالبوا بالاستقلال الذي هو حق مشروع لشعب اغتصبت أرضه، وهجر سكانها. وتأتي تصريحات هولاند مباشرة بعد زيارة وزير الدفاع الفرنسي المكلف بقدماء المحاربين والذاكرة جون مارك تودشيني إلى الجزائر وبالضبط لولاية سطيف في 9 أفريل المنصرم، أين وضع باقة من الزهور على تمثال أول ضحايا مجازر الثامن ماي 1945، وهو سعال بوزيد، معتبرا زيارته بالالتفاتة الرمزية ونقل لالتزام فرنسا لملف الذاكرة. وما يدعو للغرابة هو الانتقائية في التعامل مع القضايا التاريخية، خاصة المتعلقة بالثورة التحريرية حيث أن هولاند بعدما رفض الاعتراف بمسؤولية فرنسا في ارتكاب مجازر 8 ماي 1945، في الجزائر ذهب إلى أرمينيا أين وجه أصابع الاتهام إلى الدولة العثمانية تركيا حاليا ، التي ترفض وصف ما جرى في أرمينيا بالمجازر وتتحدث عن حرب أهلية في الأناضول، وذلك لدى التقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يريفان الأرمينية، أين وقفا دقيقة صمت بمناسبة مرور مائة عام على المجازر ضد «الأرمن» عام 1915، كما تكرم السيد هولاند باتخاذ قرار لانجاز متحف للحضارة الأرمينية، كم أنت كريم يا فرانسوا عندما يتعلق الأمر بغير المسلمين خاصة الجزائريين.