يعاني سكان قرية أمليل التابعة إداريا لبلدية ايت عيسى ميمون الواقعة على بعد 13 كلم عن مقر الولاية تيزي وزو، من غياب المياه الصالحة للشرب والتي لا تزور حنفيات منازلهم إلا مرة في الشهر، حيث تعدّ أزمة المياه الشروب وانعدام التيار الكهربائي إحدى الانشغالات التي نغّصت حياتهم اليومية، خاصة وأنه مضت عدة سنوات دون أن تتمكّن السلطات من وضع حد لمعاناتهم. قرية أمليل التي لا تبعد سوى ب 13 كلم عن مقر الولاية تيزي وزو، ورغم قربها من مقر الولاية إلا أنها تعيش في عزلة، حيث يسجل بالمنطقة نقائص بالجملة بسبب عدم استفادة القرية من المشاريع التنموية التي من شأنها ستقضي على الحياة الصعبة التي يعيشها السكان. واستنادا لسكان المنطقة، فإنّ من بين النقائص المسجلة بقريتهم انعدام المياه الصالحة للشرب، فنادرا ما تزور حنفياتهم، ما جعل السكان ينطلقون في عمليات بحث عبر الابار والينابيع التي تحويها المنطقة لتعبئة براميل من المياه وحملها بطرق بدائية، ويشارك في العملية جل أفراد العائلة حتى الأطفال منهم. وقد أرجع السكان الفوضى العارمة بقريتهم إلى الربط العشوائي لشبكة توزيع المياه، إلى جانب انعدام مضخة المياه باعتبار أن قرية امليل زوّدت بمياه الآبار ما جعل نوعية المياه غير صالحة للشرب ونادرا ما تصل إلى حنفياتهم. معاناة أهالي قرية أمليل لا تتوقّف عند هذا الحد، بل ما زاد من تأزّم الوضع أن ما عدده 20 قرية لا تتوفر على التيار الكهربائي، لا تزال تعيش العديد من العائلات على الشموع دون أن تبادر السلطات إلى الاخذ بمطالبهم على محمل الجد ما دفع بهم إلى السعي للحصول على الكهرباء من المنازل المجاورة والتي تبعد عدة مسافات عنهم وبطرق عشوائية، حيث غالبية الخطوط الكهربائية تعبر حقول الزيتون والتين وكذا بعض المزارع الخاصة بالخضر والفواكه، ما جعل حياتهم في خطر دائم خاصة وأن أغلبية أهالي المنطقة يعيشون على عائدات حقولهم. وصرّح عمي فرحات: «لقد تعرّض أحد المزارعين بالمنطقة لخطر حقيقي، وكاد أن يلقى حتفه بأحد الكوابل الكهربائية، ولولا التدخل الفوري لإسعافه لا حدث ما لا يحمد عقباه». وفي ظل هذه الظروف جدّد أهالي قرية أمليل نداءهم للسلطات المحلية والولائية التدخل لربط منازلهم بالتيار الكهربائي والمياه الشروب في أقرب الاجال لتوديع معاناتهم بصفة نهائية. وبدوره رئيس البلدية أكّد أنّ محدودية ميزانية البلدية حال دون التكفل الأمثل بكل متطلبات السكان، ما فرض عليه التكفل بانشغالات المواطنين حسب الأولويات، مضيفا أنّه سيعمل جاهدا على تزويد القرية بالمياه الشروب. أما فيما يخص الكهرباء، فقد أكد أنّه تولّى شخصيا تقديم ملف هذه المنازل لمديرية المناجم وكذا شركة سونلغاز، إلاّ أنّه لم يتلق الرد على ذلك.