أنهى رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، في غضون الأسبوع الجاري، حالة الترقب التي تسبق استحقاق إنتخابي بحجم الرئاسيات التي يفصلنا عنها شهرين فقط، باستدعائه الهيئة الإنتخابية، أمس، وفق ما ينص عليه القانون بصفته رئيسا للجمهورية، على أن يعلن عن ترشحه رسميا في حفل كبير هذا الخميس، حسبما أكدته قيادات أحزاب التحالف الرئاسي. باستدعاء رئيس الجمهورية للهيئة الناخبة، يبدأ العدّ التنازلي للاستحقاق الرئاسي المقرر بعد نحو 8 أسابيع، مدة لن تترك أي لحظة لمرشحي الأحزاب والمترشحين الأحرار لاستعادة الأنفاس، إذ ستتسارع المراحل التي ستأتي في أعقابها، فبعد جمع التوقيعات المقدرة ب600 للمنتخبين و75 ألف للناخبين، يكون المعنيون بالمنافسة قد استوفوا أهم الشروط المنصوص عليها في القانون. وبعد الانتهاء من استكمال ملفات الترشح يشرع أصحابها في إيداعها على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية على أن يتم الفصل فيها بشكل نهائي من قبل المجلس الدستوري الذي يقف على مدى توفر الشروط المنصوص عليها قانونا في كل مرشح وكذا التأكد من التوقيعات المجموعة، وتنطلق الحملة الإنتخابية بعد انتهاء هذه العملية. وإذا كانت هذه الإجراءات المعمول بها في الإنتخابات ستتم بطريقة تدريجية ووفق الآجال المحددة في القانون، فإن أولئك الذين يعتزمون دخول المعترك الإنتخابي ولم يعلنوا بعد عن نيتهم في الترشح لن يتأخروا في الإعلان، فالسيد عبد العزيز بوتفليقة الذي دعاه إلى الترشح قادة أحزاب التحالف الرئاسي ممثلين في ''الأفلان'' و''الأرندي'' و''حمس'' بالاضافة إلى عدة تنظيمات كانت في البداية ثمانية وعلى رأسها الاتحاد العام للعمال الجزائريين وإتحاد النساء الجزائريات وتعزز ب 26 تنظيما قبل رئيس التحالف، الأمين العام للهيئة التنفيذية ل''الأفلان'' عبد العزيز بلخادم انضمامها وتأطيرها من قبل الهيئة التي آلت إليه رئاستها يوم 30 نوفمبر الأخير، قد يعلن عن ترشحه في غضون الأسبوع الجاري وتحديدا الخميس خلال ندوة أو حفل كبير عكف على تحضيره التحالف على أن تحتضنه القاعة البيضوية. وعلاوة على السيد بوتفليقة، من المنتظر أن تعلن أيضا لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، عن موقف تشكيلتها ورغم أنها أخرت الإعلان لإضفاء نوع من ''السوسبانس''، إلا أنه يرجح أن حزب العمال لن يفوّت الفرصة لاسيما وأنه تقدم بخطوات ثابتة في الأعوام الأخيرة وتمكن من الحفاظ على موقفه في الساحة السياسية، ولأن المقاطعة ستكلفه الكثير ولن تخدمه، فإن حنون أول امرأة في الوطن العربي تترشح للرئاسيات، لن تغيب هذه المرة وستترشح. كما أن هذا الأسبوع، سيكون حاسما بالنسبة للشخصيات وقادة الأحزاب الذين لديهم نية في الترشح للحسم في مواقفهم بطريقة نهائية، مع العلم، أنه وإلى غاية نهاية الشهر المنقضي، أي قبل حوالي أسبوع، أبدى 18 شخصا النية للترشح، 12 منهم سحبوا استمارات الإكتتاب مع العلم أن العملية متواصلة وأن بعض القادة استكملوا جمعها، منهم حنون وكذا موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية فيما يتم الشروع في جمعها للسيد بوتفليقة بعد 48 ساعة عن إعلانه الترشح، وقد وزعت عملية جمع التوقيعات على أحزاب التحالف الثلاثة، على أن يتم جمع ما لا يقل عن مليون ونصف توقيع، حسبما أكده بلخادم. وعلى عكس الحملات الإنتخابية السابقة، فإن الأحزاب السياسية على وجه التحديد والمترشحين عموما سيحرصون خلال الحملة الإنتخابية على إقناع المواطنين بأهمية المشاركة في الرئاسيات باعتبارها محطة هامة لاستكمال الخطوات التي تم قطعها بعد طيّ عشرية المأساة الوطنية، وعلى الأرجح، فإن قادة الأحزاب سيتخلون عن الخطاب التقليدي المتميز بقطع وعود لا يجسدونها وسيعتمدون بدل ذلك خطابا من شأنه إرساء الثقة مجددا في الفعل الإنتخابي وتفويت الفرصة على دعاة المقاطعة الذين خسروا تمثيلهم القاعدي فأوهموا أنفسهم بأنهم يمثلون الناخبين الممتنعين في التشريعيات، دونما الأخذ بعين الإعتبار بأن الشعب الجزائري يميز بين الرئاسيات والتشريعيات والمحليات وبين إنتخابات تحدد مصير البلاد وأخرى تضع الطبقة السياسية أمام إمتحان صعب يبدو أنها فشلت فيه في التشريعيات الأخيرة.