يستهوي سد العذرات الواقع عند مخرج بلدية العمارية نحو بلدية سيدي نعمان، جنوب شرق ولاية المدية، في مثل هذا الصيف الكثير من الشباب طلبا للراحة والاستجمام، وممارسة هواية صيد الأسماك هروبا من شدة الحر. وبالنظر إلى خصائصه المناخية والطبيعية الجمالية، حيث يقضي قاصدو هذا الفضاء الطبيعي ساعات من الوقت لكسر الروتين في ظل غياب المسابح العمومية. زارت “الشعب” هذا السد الذي يعرف إقبالا كبيرا من السكان الفارين من حرارة الصيف التي تشهد ارتفاعا محسوسا في الايام الاخيرة. وفي هذا الصّدد، ترى المديرية القطاعية بالولاية في تصريحها لنا، أن سياحة السدود تعد جزءا هاما من الخارطة السياحية المعتمدة بدليل أن السدود تعتبر بالنسبة لها إحدى الفضاءات الطبيعة المريحة التي تخصص للسياحة الترفيهية والإستجمام للعائلات، مؤكدة لل “الشعب” على لسان مديرها بأنّ سد العذرات يحتل أهمية كبيرة في مجال جذب الشباب والسياح والعائلات التي تفضل الإستمتاع بالخلوة والهدوء والراحة. ويكتسي هذا السد من بين العديد من السدود والحواجز المائية أهمية كبيرة في التنوع البيولوجي وفي تربية المائيات، مما يجعله يعرف اقبالا كبيرا لممارسي هواية صيد الأسماك والغطس، غير أنه في الكثير من الأحوال ما تتحول هذه الفضاءات إلى نقمة بسبب هلاك الشباب والقصر داخل أعماقها بسبب الأوحال التي تنجم عن السيول المائية والأشجار التي تنمو بطريقة طبيعية. ولكون أن هذه المتاحات تعمل على استقطاب الساكنة والتخفيف من حر الصيف بسبب حرائق الغابات، اقترحت المديرية القطاعية، استنادا لمصدر مطلع، دراسة تهيئة ضفاف سد غريب بضواحي بلدية حناشة بالمدية بالمنطقة الغربية بإتجاه ولاية عين الدفلى، رصد لها حوالي 400 مليون سنتيم ضمن البرنامج الخماسي 2014 - 2019، قصد تشجيع مثل هذه السياحة، في وقت تبقى هذه الفضاءات المدرجة ضمن حظيرة قطاع الري مصدر قلق السكان نظير حالات الغرق التي تسجل سنويا. وأكدت مصادر مهتمة، بأن حصيلة السدود والبرك بهذه الولاية كانت قد التهمت 10 أرواح بشرية بفضل الغرق، والحصيلة مرشحة للإرتفاع رغم أننا في منتصف الصيف إذ ما قورنت بحصيلة العام الماضي التي لم تتعد نصف ما حصدته الآبار والبرك والسدود هذا الموسم. أحصت مصالح الحماية المدنية مع نهاية شهر جويلية فقط 10 ضحايا هلكوا بعدما قطعت أنفاسهم تحت المياه إما الآبار أو السدود أو البرك المائية، في حين يسجل غياب المرافق الترفيهية لاسيما المسابح عبر مختلف تراب الولاية، والتي تشهد نقصا فادحا مقارنة بولايات أخرى حيث تبقى الوديان والبرك والسدود ملاذ شباب هذه الولاية الوحيد رغم ما يصاحب ذلك من خطر مباشر على حياة مرتادي هاته الفضاءات الطبيعية غير البديلة. ومع ازدياد عدد الضحايا مقارنة بالسنة الماضية، إلا أنه تبقى ضفاف السدود المقصد الحقيقي للكثير من العائلات بهذه الولاية والأطفال المتمدرسين في إطار الرحلات الاستكشافية، مثل الغابات والتدفقات المائية من الجبال والينابيع والتي تصنع ديكور السياحة بهذه الجهة من الوطن.