يتواصل بميناء مدينة تيبازة هذه الأيام معرض الصناعات التقليدية الذي تنظمه غرفة الحرف والصناعات التقليدية للولاية ضمن برنامج الوصاية المتعلق بتنشيط موسم الاصطياف لهذه السنة، حيث أعرب العديد من المصطافين عن ارتياحهم لوفرة الفضاءات التسويقية التي تمكنهم من اقتناء منتجات تذكارية بأسعار معقولة نسبيا. “الشعب” رصدت هذه الأجواء بعين المكان. تتنوع المنتوجات المعروضة للتسوق بين الفخار واللباس التقليدي والحلي وغيرها، بحيث أتيحت الفرصة للعارضين لتسويق منتوجاتهم دون قيد أو شرط، وهو ما أضفى على الميناء بهجة وحركة بعد أن أصبح يعجّ بالزائرين، خاصة خلال الفترة المسائية التي يفضلها المصطافون للتسوق والتنزه. وما يلفت الانتباه بالمعرض، تلك الحلويات المختلفة والمأكولات التقليدية التي أعدّت من طرف حرفيي ولاية تيبازة، وكلها مأكولات صحية وذات نكهة عالية، اعتمد في طهيها على الأواني الفخارية التي شهدت هي الأخرى رواجا بالمعرض، كما كان اللباس التقليدي حاضرا بقوة بأجنحة المعرض، شأنه شأن أدوات ووسائل الزينة والديكور والأدوات الاستعمالية المختلفة في الحياة اليومية، والتي عكفت على تصنيعها أنامل الحرفيين طيلة عدّة شهور خلت. وكانت غرفة الحرف والصناعات التقليدية بالولاية قد نصبت خيما رفيعة بالميناء لتمكين الحرفيين من تسويق منتجاتهم، ولم تفرّق في ذلك ما بين أبناء الولاية والقادمين من الولايات الأخرى على غرار بسكرة وعين الدفلى والعاصمة، والشيء الذي يعاب فقط على التظاهرة هو عدم تكفل الوصاية بالايواء والاطعا، وهو ما أثار استياء بعضهم وأرغم آخرين على الرحيل من المعرض بحجة انعدام ظروف العرض المريح وتراكم الأوساخ وهبوب الرياح العاتية. وفي هذا الصدد، أكّد مدير غرفة الصناعات التقليدية لتيبازة، محمد لخضاري، بأنّ مشكلة الحرفيين الأولى تكمن في تسويق منتجاتهم في فضاءات عرض تحددها الظروف الزمانية والمكانية، الأمر الذي وفرته لهم الغرفة التي لم تدرج قضية التكفل بايوائهم ضمن أجندتها وميزانيتها السنوية، مشيرا بأنّ المساعدة التي هي على عاتق الغرفة، مساحات عرض منتوجاتهم بالمجان من أجل الترويج لها. من جهتهم، أعرب العديد من المصطافين الذين زاروا أجنحة المعرض بغرض التسوق واقتناء المنتجات، عن ارتياحهم لوفرة المنتوج التذكاري بأسعار معقولة ومقبولة نسبيا مقارنة مع تلك التي يتم تداولها في المحال التجارية ونقاط البيع الأخرى المعتادة. وأشار بعضهم إلى أهمية اعتماد معارض مماثلة بمختلف الوجهات السياحية التي يقصدها السياح طيلة موسم الاصطياف، كما أشار آخرون أيضا الى التقنيات العالية التي أنجزت بها مختلف المنتجات باعتبارها صنعت في عمومها بطرق يدوية وبإتقان كبير. تجدر الاشارة، إلى أنّ معرض المنتوج التذكاري لحرفيي ولاية تيبازة وولايات أخرى أقيم على أنقاض تظاهرة أسبوع الحرف لولاية الأغواط بتيبازة، والتي أسدل عليها الستار خلال الأسبوع المنصرم، وتمكّن خلالها العديد من الحرفيين من تسويق معظم المنتجات المعروضة بالأجنحة المرصودة، كما تمكن بعضهم من عقد صفقات آجلة يرتقب تجسيدها لاحقا بالاتفاق مع الزبون مما يمكنهم من ضمان استمرارية عملهم لمرحلة قادمة، فيما نفذ المنتوج للعديد من الحرفيين، وما كانت هذه النتائج لتبرز للواقع لولا تمكّن حرفيي الأغواط من فنيات العرض والتسويق التي لقّنت لهم على مستوى دار الصناعات التقليدية لمدينة الأغواط وفق برنامج تكويني أشرفت عليه غرفة الحرف والصناعات التقليدية للولاية، ويعنى بتعلم تقنيات العرض والتسويق والحديث الى الزبون، حسب ما اعلن عنه مدير الغرفة عبد الرحمان خيراني. كما تجدر الاشارة أيضا، الى أنّ ميناء تيبازة كان قد شهد منذ تاريخ 2 جوان المنصرم المتزامن مع انطلاق موسم الاصطياف انعقاد الصالون الوطني للفخار بمشاركة حرفيين من عدّة ولايات من الوطن، تبعه معرض خاص بالصناعات التقليدية نشطه حرفيو ولايات تيبازة وولايات اخرى من الوطن تواصل خلال شهر رمضان المعظم، حين عكف 14 حرفيا على عرض منتجاتهم هناك لفائدة الزبائن، وتمّ خلالها تسويق كميات هامة من المنتجات للمصطافين، كما رخّصت الغرفة الولائية للصناعات التقليدية باستمرار معرض الحرفيين بالتوازي مع تظاهرة أسبوع ولاية الاغواط بتيبازة تشجيعا لهؤلاء وتمكينا لهم من تسويق أكبر قدر من المنتجات، لاسيما وأنّ أكبر عقبة يعاني منها هؤلاء تكمن في مشكلة التسويق.