قام الوزير الأول عبد المالك سلال، أثناء إشرافه، يوم الخميس، على الاحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة 20 أوت 1955، التي احتضنتها عاصمة الشرق الجزائري، بتدشين عدد من المشاريع الشبابية والاقتصادية. دشن سلال المسبح الأولمبي بالمركب الرياضي الشهيد حملاوي، مؤكدا بعد تفقده المنشأة الرياضية الجديدة التي استفاد منها قطاع الشباب والرياضة والمتكونة من حوض للسباحة ب50 مترا طولا و25 مترا عرضا وحوض آخر مخصص للتدريب 12.510 مترا مربعا على ضرورة فتحها أمام الجمهور والرياضيين. يضم المسبح الأولمبي، الذي أشرفت على إنجازه 4 مؤسسات وطنية في مدة 33 شهرا، غرفا تقنية ومدرجات تتسع ل1200 مقعد وغرف الملابس، مكاتب إدارية. كما يتوفر المسبح الأولمبي للمركب على نظام للتوقيت والمراقبة عن بعد وتجهيزات تقنية أخرى جد متطورة تتمشى والتطورات الحاصلة حاليا. كما دشن سلال المركز الطبي «أثينا» لمكافحة السرطان التابع للقطاع الخاص بشارع العيادات بحي زواغي سليمان والمتخصص في العلاج بالأشعة وعلاج الأورام الطبية وجراحة السرطان والطب النووي، متوفرا على مصلحة للتصوير الطبي ومخبر للتحاليل الطبية، حيث أوضح الوزير الأول في سياق زيارته لمختلف مصالحه بأنه «يتعين على القطاع الخاص أن يبرز في مجال التكفل بالمرضى»، مطالبا مدير المركز بتقديم اقتراحات للحكومة من أجل تحسين التكفل بالمصابين بداء السرطان. من جهته أعرب مدير المركز الطبي «أثينا»، عن أمله في الحصول على دعم من الدولة للتكفل ب1800 مريض سنويا، سيما بعد تجهيزه بمصلحة العلاج بالأشعة بمسرغين من آخر طراز وجهاز سكانير ثلاثي الأبعاد، إضافة إلى مستشفى نهاري مجهز ب10 كراسي للعلاج الكيميائي، ليسمح هذا المركز بتخفيف الضغط عن مركز مكافحة السرطان بالمستشفى الجامعي ابن باديس، الذي يعمل بمسرع واحد من أصل ثلاثة. بعدها أشرف عبد المالك سلال رفقة وفد وزاري هام، على تسمية «ساحة 20 أوت 1955» التي تحتضن النصب التذكاري المخلد للذكرى الخمسين للاستقلال، الذي تم تدشينه بالمناسبة التاريخية بحي زواغي سليمان؛ المناسبة التاريخية التي تم الاحتفال بها بعاصمة الشرق الجزائري بنكهة عمليات التدشين والإنجازات الاقتصادية والاجتماعية التي زادت من تميز الذكرى 60 لهجومات 20 أوت 1955. كما دشن الوزير الأول بالمناسبة لثانوية بسعة 1000 مقعد بيداغوجي بالوحدة الجوارية 20 بعلي منجلي بلدية الخروب، يعول عليها في علاج مشكل الاكتظاظ بهذه الناحية. ببلدية زيغود يوسف وضع الوزير الأول رفقة وزراء كل من الداخلية والجماعات المحلية، التعليم العالي والبحث العلمي، المجاهدين، الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، التربية الوطنية، الثقافة والصناعة والمناجم، إكليلا من الزهور وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء، متوجها بعدها إلى منطقة وادي بوكركر، مكان استشهاد البطل ديدوش مراد في 18 يناير 1955. كما زار سلال مقر الولاية الثانية التاريخية بنفس الموقع، حيث استمع إلى عرض مختصر حول اللقاءات التي كان يعقدها الشهيدان ديدوش مراد وزيغود يوسف بهذا المقر، الذي خضع مؤخرا إلى أشغال إعادة تأهيل. تحدث سلال بعين المكان مع مجاهدات ومجاهدي المنطقة، ليتوجه بعدها إلى مدينة قسنطينة حيث زار معرضا للنوبة بقصر الثقافة مالك حداد بعنوان «من الأصوات إلى النوبة» تضمن نماذج عن الموسيقى في الجزائر بين الصنعة والغرناطية والمالوف. وحضر بعدها الوفد الحكومي، على رأسه الوزير الأول عبد المالك سلال، فعاليات أشغال ملتقى وطني حول دور الحركة الإصلاحية في التحرير. وتحدث وزير المجاهدين الطيب زيتوني، مرحبا بالحضور، عن أهمية الحدث الذي تعيشه قسنطينة والذكرى المخلدة ليوم المجاهد، مقدما عرفانه للمجاهدين والمجاهدات وعلى رأسهم المجاهد الرمز رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، للمجهودات التي بذلوها لاستعادة الحرية وتحقيق الاستقلال وإحباط كل محاولات المستعمر. وقال زيتوني، إن ذكرى 20 أوت لم تكن للاحتفال فقط، بل لاتخاذه درسا في التاريخ وعبرة للأجيال. بعد زيتوني قرأ وزير الثقافة عزالدين ميهوبي رسالة رئيس الجمهورية للأمة في الذكرى التاريخية التي تضمنت معاني ودلالات عن الحدث وما يجب اتخاذه والتحلي به من أجل حماية الوطن من تهديدات إرهاب مقيت وتداعيات ظرف صعب. وعرض شريط وثائقي حول اليوم الوطني للمجاهد وتكريم كل من ابنة الشهيد زيغود يوسف وأفراد من عائلتي الشهيد محمد حملاوي والشهيدة فضيلة سعدان.