التفتت الجمعية الثقافية مسرح محمد اليزيد إلى ركح الطفل، بعد التساؤلات العديدة التي تجوب في المجتمع حول الواقع الفني للطفل، وبناء على هذا أرادت الجمعية وبمساهمة المسرح الوطني، ووزارة التربية إعطاء فضاء الطفل حقه والنهوض به بتنظيم ''ملتقى الطفل والمسرح.'' رأت الممثلة والناشطة في جمعية''محمد اليزيد'' سعاد سبكي في الندوة الصحفية التي نظمها المسرح الوطني أمس، رأت أن المسرح الوطني هو أكبر استثمار يمكن أن يستفيد من الطفل، هذا الفضاء يجمع مختلف النشاطات لتنمية أفكار وخبرات الشريحة البريئة في المجتمع، كما أكدت سبكي على الدور الكبير الذي تلعبه الجمعيات الثقافية والمسرح في دفع مختلف الأنشطة الثقافية قدما، معتبرة أن هذا الملتقى التفاتة جيدة لمسرح الطفل ومؤكدة أن ركح المسرح ليس ملكا للكبار فحسب بل هو فضاء لكل الإبداعات والمواهب مهما اختلفت شرائحها ، فهو فعل ثقافي يستحق التشجيع، كما قالت سعاد سبكي أنه هناك نقص كبير في نشاطات الأطفال، فبقدر ما نحاول فتح فضاءات بقدر ما نريد زرع بذور الغد الأفضل. أما عن فكرة تنظيم هذا الملتقى، أبرزت سبكي أنها بنيت انطلاقا من ملاحظات في الواقع المعاش، ثم عرضت جمعية محمد اليزيد الفكرة على المسرح الوطني، أين وجدت من يروج لها ويشجعها، فبدأت في وضع البرنامج الذي تسير عليه، وهكذا جاءت المرة الأولى التي يكون فيها ملتقى موجه للطفل، متمنية أن تكون انطلاقة ايجابية لملتقيات ومهرجانات أخرى، كما اعتبر من جهته مصطفى علوان مختص في الطفل وله عدة أعمال في هذا الملتقى، اعتبر أن هذه التظاهرة سمحت لهم بتكوين أسرة مكونة من مثقفين، فنانين وأطفال نتجت من فكرة بسيطة كان لبها الطفل، مبينا أنها جاءت في محورين، الأول يخص عروض الأطفال، الذين تم اختيارهم بالتنسيق مع وزارة التربية، إضافة إلى الأطفال المحرومين والقاطنين في المناطق النائية شرق، غرب، ووسط البلاد، حتى يتسنى بهم التقرب من رجال الفن وأهل أبو الفنون أما المحور الثاني فهو تكويني، حيث ستكون فيه ورشات لتعليم أناس لهم مؤهلات واستعدادات في ميدان المسرح، الش الذي يعيد الاعتبار للمسرح داخل المدارس، أين تحدث علوان عن الإشكالية الموجودة داخل المؤسسات التربوية، التي ينعدم فيها هذا الجانب من الفنون، ونظرا لهذا الوضع الذي آل إليه الفن الرابع أرادت الجمعية تكوين إطارات تستطيع التكفل بذوي المواهب في المدارس وتنميتها، أما عن العروض فقد أكد مصطفى علوان مشاركة خمس ولايات هي مسرح الديك لبلعباس، مسرح القليعة، فرقة سطيف، البليدة والمسرح البودواوي، كما أشار ذات المتحدث إلى المعاناة التي يتخبط فيها مسرح الطفل، هذا الأخير الذي يعرف نقصا فادحا، والشيء الجميل هو اللجوء إلى ما سماه علوان بالفن العلاجي، أين سيتم اعتلاء الأطفال المرضى خشبة المسرح، الذين رأى فيهم المتحدث مواهب يمكن النهوض بها والسماح لها بفرض وجودها وسط شريحتهم الاجتماعية. كما كانت ليزيد صحراوي أحد أعضاء الجمعية كلمة في الندوة، أين عرف بالجمعية التي تأسست سنة 1987 وتحصلت على الإعتماد من ولاية الجزائر، وبعد ثلاث سنوات من تأسيسه انشطت في ميدان الطفل بسلسلة عرائس القراقوز وأخرى يتم عرضها بسينما الأطلس والموقار، كما كانت لها مشاركات عديدة في المهراجانات الوطنية والعالمية، ورأى صحراوي هو الآخر الفقر الذي يعاني منه مسرح الطفل، هذا الأخير الذي إعتبره ورقة بيضاء تستقبل كل ما يكتب عليها لأول مرة، وبالتالي إذا انتقينا مايكتب عليها تكون الثمرة جيدة، هذا هو حال الطفل، إن قدمنا له الش النافع كان رجل المستقبل مفيدا. وأضاف صحراوي انه سيتم تكريم نخبة من الفنانين وأهل أبي الفنون بالمناسبة. للإشارة فإن افتتاح الملتقى سيكون غدا الإثنين، ويستمر إلى غاية 30 مارس المقبل.