صنعت ليلة الخميس الأركسترا السيمفونية الوطنية الحدث الفني بنصب الأموات أعالي مدينة الجسور المعلقة، حاضنة التظاهرة الثقافية العربية لسنة 2015، بقيادة المايسترو المتميز «أمين قويدر» وتحت إدارة السيد «عبد القادر بوعزارة» . قدمت الأركسترا عرضا فنيا متميزا على ركح طبيعي بنصب الأموات أعالي مدينة قسنطينة حيث صنع فريق السيمفونية والمعلم التاريخي لوحة فنية وحضارية مزجت بين التاريخ والحضارات المتعاقبة على مدينة صنعتها رياح التغيير. شهدت السهرة الفنية حضورا لوفد رسمي هام كان على رأسه وزير الثقافة «عز الدين ميهوبي» وسفراء عرب وأجانب استمتعوا والحضور بعرض موسيقي قدم لأول مرة على الهواء الطلق بخلفية ترمز للتاريخ زادتها تقنية الإضاءة جمالا تركت انطباعا جميلا في نفوس الحاضرين. في كلمة مقتضبة ترحم وزير الثقافة على ضحايا الفيضانات التي عرفتها قسنطينة مؤخرا، مؤكدا في ذات السياق على أن الفعالية الفنية التي شهدتها قسنطينة كأول مدينة وليس كعاصمة تمشي بمنحى تصاعدي وأن شعور الناس أنها فعاليات ستترك بصمة كبيرة في حياتهم وستخلد لمدينة الجسور المعلقة. كما أكد ميهوبي على ضرورة رد الاعتبار لمثل هذه الأمكنة والصروح التاريخية لتصبح فضاءات للترفيه والراحة والإبداع، كما اعتبر أن السيمفونية التي مثلت الجزائر في المحافل الدولية هي اليوم تحيي مكانا فريدا من نوعه وتعطي ميلادا جديدا للمكان. مع العلم فإن العرض الفني الذي جاء تحت عنوان» سيمفونية الجسور» بقيادة المايسترو المتميز «أمين قويدر» عرف مشاركة الفنانة ذات الصوت الأوبيرالي «»كالينكا تمارا» (سوبرانو) التي حولت بصوتها المكان التاريخي إلى دار للأوبيرا الراقية لتصنع رفقة فرقة الأركسترا الوطنية مقاطع متميزة ألهبت المكان. وفي حديث حصري ل»الشعب» أكد المايسترو أمين قويدر أنها التجربة الأولى التي يقدمون فيها عرضا مماثلا فرغم أن المكان مفتوح على التغيرات والأصوات إلا أنه تمكن من تقديم عرض متميز وبمكان قمة في الروعة يطل على مدينة شاهقة بجسورها المعلقة. من جهته قال «عبد القادر بوعزارة» مدير الفرقة الأركسترا السيمفونية الوطنية ل»الشعب» إن العرض كان تحديا كبيرا خاصة خلال تقديمه في الهواء الطلق .ورغم هذه الصعوبة نجح العرض حيث شاركت فيه دول عديدة على غرار سوريا، فرنسا، تونس، أوكرانيا فالموسيقى حسبه هي لغة مشتركة يفهمها الجميع ورسالة أمن وسلام نقدمها للعالم بأسره، لتختتم الحفلة بمقاطع سيمفونية عالمية نالت إعجاب الجمهور الحاضر بمعلم تاريخي متميز.