تتوالى فضائح النظام المخزني التطبيعية, الذي يصر على إبرام اتفاقيات شراكة جديدة مع الكيان الصهيوني في مختلف الميادين وتنظيم ورشات تكوينية في القطاع الفلاحي, رغم رفض الشعب المغربي القاطع لأي علاقات مع هذا الكيان المحتل, وسط دعوات إلى تصعيد الاحتجاجات لإسقاط التطبيع وطرد الصهاينة من المملكة. وفي هذا الاطار, عبرت الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي, المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل, عن رفضها القاطع لكافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني, وطالبت وزير الفلاحة ومدير معهد "الحسن الثاني" للزراعة والبيطرة بالرباط, بإلغاء برنامج تكويني مزمع تنظيمه بشراكة مع مؤسسة صهيونية بمنطقة سوس ماسة في الفترة من 7 إلى 10 أبريل. وأعربت الجامعة, في بيان, عن استنكارها لتنظيم هذا التكوين في الوقت الذي "يتظاهر فيه كل الأحرار عبر العالم تنديدا بحرب الإبادة الصهيونية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني بغزة", وفي ظل "تظاهرات التأييد الشعبية لحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله التحرري" التي تشهدها مختلف المدن المغربية والمطالبة بوضع حد للتطبيع الرسمي المخزي مع الكيان الصهيوني المجرم. و حذرت النقابة المغربية من خطر هذه المبادرة التي تجمع بين معهد "الحسن الثاني" للزراعة والبيطرة ومؤسسة صهيونية والتي تستهدف القطاع الفلاحي والبادية والنسيج المجتمعي, وتشكل "استخفافا بمشاعر الشعب المغربي وروابطه التاريخية والوجدانية بالشعب الفلسطيني". وجددت التأكيد على موقف الشعب المغربي الرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني, بما في ذلك التطبيع في المجال الفلاحي, مطالبة بوضع حد فوري لكافة أنواع العلاقات مع هذا الكيان وبإلغاء هذا التكوين, احتراما لمشاعر الشعب المغربي وتقديرا لما قد يترتب عنه من "نتائج وخيمة لا تحمد عقباها". ودعت عموم شغيلة القطاع الفلاحي بمنطقة سوس ماسة وعلى الصعيد الوطني من موظفين ومستخدمين وعمال وفلاحين إلى مقاطعة مثل هذه الأنشطة "المشبوهة والخطيرة", وضرورة "التزام الحيطة والحذر من كافة أشكال الاختراق الصهيوني المدمر والخبيث". من جهته, أدان الفرع المحلي للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي بمعهد "الحسن الثاني" للزراعة والبيطرة ب"شدة" هذه الخطوة التطبيعية الجديدة للحكومة المخزنية, وطالب بإلغاء هذه الفعالية بشكل "فوري" و "دون شروط" مع التأكيد على رفض هذه الشراكة التطبيعية. وفي بيان له, حمل الفرع النقابي, إدارة معهد "الحسن الثاني", المسؤولية عن السماح بتنظيم هذه الأيام التكوينية, مبرزا في السياق "الخطورة البالغة" التي يسببها التعاون مع هذه المنظمة الصهيونية وداعيا إلى التراجع العاجل عن هذه الخطوة مع الالتزام بالمواقف الثابتة والتاريخية للشعب المغربي الرافضة للتطبيع مع الاحتلال. و شدد البيان على "ضرورة وقف أي تعاون علمي أو أكاديمي مع المؤسسات التابعة للكيان الصهيوني, لاسيما في المجال الزراعي الذي يعتبر من المجالات التي يستخدمها الكيان الصهيوني كوسيلة للتغلغل في المنطقة". كما دعا البيان, الأساتذة الباحثين والطلبة وكافة العاملين في المعهد إلى مقاطعة هذه الفعالية من باب الرفض التام للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني, وطالب الفلاحين والمهنيين في القطاع الزراعي بمنطقة سوس ماسة بالامتناع عن المشاركة في هذه الدورات التكوينية المشبوهة, وقطع أي شكل من أشكال التواصل مع الكيان الصهيوني ومؤسساته. وجدد الفرع النقابي تأكيده على أن مقاطعة الكيان الصهيوني "تعد واجبا أخلاقيا وإنسانيا و وطنيا لكل مواطن مغربي يحرص على كرامة أمته وثوابتها", مذكرا بالمواقف المبدئية للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي الرافضة لكافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني في جميع المجالات. و أكد الفرع النقابي استعداده لاتخاذ كافة الإجراءات النضالية المشروعة لمواجهة هذا المخطط التطبيعي, داعيا جميع الإطارات الحقوقية والنقابية والسياسية والمجتمع المدني إلى توحيد الجهود لمواجهة التطبيع بكل أشكاله والتصدي له. بدوره, استنكر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في بيان له, استمرار النظام السياسي المغربي في تطبيع العلاقات مع هذا الكيان الغاصب دون خجل أو التفات لإرادة الشعب المغربي الرافض لأي علاقات مع الاحتلال, خاصة مع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. و دعا كافة الجماهير الطلابية للمشاركة الواسعة في الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والمناهضة للتطبيع, "لإعلاء صوت الطلبة و الشعب المغربي الداعم للمقاومة والمطالب بطرد الصهاينة من المملكة".