أظهر اللقاء التقييمي الذي أشرفت عليه وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، رفقة والي الولاية ومديرة التربية بمقر الخدمات الاجتماعية لبومرداس، حجم الهوة في ميدان التسيير والتنسيق بين الهيئات المباشرة كمديرية التربية والبلديات، بالنظر إلى حجم وطبيعة الانشغالات المرفوعة، حيث انصبت كلها على نقص الإمكانيات وعدم قدرة بعض المجالس البلدية في توفير أدنى الأساسيات للمؤسسات كمواد التنظيف، مادة المازوت وصيانة المدفئات، هذا ما توقفت عنده «الشعب»، أمس. اللقاء الأول من نوعه تميز بالصراحة والجرأة في تقديم المقترحات والانشغالات اليومية لمدراء المدارس الابتدائية التي بدت كثيرة ومتنوعة تصل أحيانا إلى حد البساطة، لكنها مهمة بالنسبة للمعنيين ومثيرة للاهتمام في قطاع حساس وطور قاعدي يشكل الأغلبية في عدد المؤسسات التعليمية ب371 مؤسسة ومنطلق لمسيرة التلميذ وبناء جيل الغد، على غرار افتقاد عدد من المؤسسات للمطعم المدرسي وحتى الوجبة الباردة، نائب المدير في مؤسسات يتعدى تعدادها 700 تلميذ، وسائل العمل، الأعوان المكلفين بالحراسة وتسيير المطعم المدرسي وغيرها من المشاكل المطروحة. وضعية المؤسسات التعليمية في الابتدائي وتحديات إنجاح السياسة الوطنية المتعلقة بإعادة الاعتبار لهذا الطور، دفع بالحضور إلى طرح طريقة تسيير هذا المرفق العمومي والهيئات الإدارية المكلفة بهذه المهمة، وهنا قدم المتدخلون صورة سوداوية على بعض البلديات بولاية بومرداس التي لا تقوم بدورها في هذا الجانب نتيجة التقصير في توفير الحاجيات الأساسية من إمكانيات مادية وبشرية، مرجعين السبب في ذلك إلى ضعف الميزانية المخصصة للمؤسسات من طرف الصندوق المشترك للجماعات المحلية وهي متفاوتة بين بلدية وأخرى، وهنا دعا بعض المتدخلين إلى ضرورة توحيد ميزانية المؤسسات الابتدائية للخروج من مبررات البلدية الفقيرة والغنية وحماية المدير من مختلف الضغوطات.. تشجيع إنشاء جمعيات أولياء التلاميذ ركزت وزيرة التربية الوطنية في ردها على تعليقات الحضور كثيرا على دور المدير في المؤسسة من حيث التسيير وتقديم المبادرات التي تتماشى وخصوصية المدرسة.. نعوّل كثيرا على المديرين والمفتشين في التأطير الأمثل للعملية التربوية، كما نسعى إلى تفعيل دور مدير المدرسة الابتدائية وتحفيز الفريق التربوي وخلق جو من التعاون بين الطرفين، ولا ننسى أيضا المحيط العام ونظافة المؤسسة، تقول الوزيرة. كما دعت رؤساء البلديات إلى لعب دور أكبر وبذل مجهودات إضافية للتكفل الأحسن بالمدارس الابتدائية والمساعدة على تجسيد المشاريع المسجلة في القطاع إلى غاية صدور توصيات اللجنة المشتركة المكلفة بدراسة الوضعية والنظر في حتمية تدعيم النصوص التنظيمية لعملية التسيير، مع إمكانية إلحقاها مباشرة بمصالح مديرية التربية مثلما يطالب به الكثيرون، لتدعو في الأخير إلى أهمية تعميم إنشاء جمعيات أولياء التلاميذ للمساهمة في تقديم التصورات والعمل على التعاون لتحسين العملية التربوية ككل.