اقتحمت، أمس، مجموعة من المستوطنين اليهود والحاخامات الحرم القدسي للمرة الثالثة خلال 24 ساعة بعد إخلائه من معظم المصلين والمعتكفين والاعتداء عليهم، وذلك تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتسببت الاقتحامات بإحداث أضرار في المسجد وسقوط عشرات الإصابات في صفوف المصلين الفلسطينيين. وقال مراسلون إن القوات الإسرائيلية اقتحمت الحرم من جهة باب المغاربة، وإن قنابل الصوت قد دوت في باحات المسجد. وأضافوا أن تلك القوات حاصرت المعتكفين والمرابطين داخل المسجد حيث ألقت الغازات المسيلة للدموع وأطلقت العيارات المطاطية مما أدى إلى إصابة شيخ طاعن في السن نقل على إثر ذلك إلى أحد المشافي. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال اعتدت على النساء والمواطنين الفلسطينيين في منطقة باب السلسلة (من أبواب المسجد الأقصى الرئيسية)، وأوسعت شابا فلسطينيا ضربا، ورشته بالغاز قبل اعتقاله، فيما حطمت آلات التصوير الخاصة بأحد الصحفيين، واعتقلت شابا آخر وسيدة واقتادتهم إلى مركز توقيف وتحقيق في القدس القديمة. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت الحرم القدسي مرتين الأحد وسمحت لمستوطنين بالدخول إلى باحاته فضلا عن وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل، وهو من أكبر داعمي الاستيطان. وأصيب نحو عشرين فلسطينيا عندما أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المدمع على من كانوا داخل المصلى القبلي، كما استخدموا الرصاص المطاطي في إخلاء الباحات من المصلين والمعتكفين. من جانبه، قال مسؤول في مديرة الأوقاف بمدينة القدس، إن نحو ثلاثين فلسطينيا أصيبوا بحالات اختناق ورضوض، جراء الاعتداء عليهم، أثناء اقتحام الشرطة الإسرائيلية ساحات المسجد الأقصى وأبوابه، تلا ذلك اقتحام 180 مستوطنا ونحو 850 سائحا من جنسيات مختلفة بينهم يهود ساحات المسجد الأقصى. وفوق هذه الإصابات، أحدثت الاقتحامات أضرارا بالغة في المسجد بسبب اندلاع النيران داخل المصلى القبلي. من جهته، قال رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى رضوان عمرو إن 32 من نوافذ المسجد دمرت بالكامل أو لحقت بها أضرار، مشيرا إلى أن هذه الأحداث غير مسبوقة منذ عام 1969. وتتزامن العملية الأمنية التي تنفذها الشرطة في الحرم القدسي مع احتفال اليهود بسنتهم الجديدة. وكانت حدة التوتر في القدس قد ارتفعت الاسبوع الماضي عندما حظرت وزارة الدفاع الاسرائيلية مجموعتي المرابطون والمرابطات الفلسطينيتين اللتين كانتا تتصديان لليهود الذين يحاولون دخول الحرم. ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى عقد اجتماع طارئ اليوم لمناقشة ما سماه «بالحرب على راشقي الحجارة والقنابل الحارقة في القدس والمناطق المحيطة بها.» هذا ، وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد حولت القدس القديمة، خاصة محيط المسجد الأقصى وداخله إلى منطقة عسكرية مغلقة، وإلى ما يشبه الثكنة التي تغيب عنها مظاهر الحياة الطبيعية وتغلب عليها المظاهر العسكرية بفعل الانتشار الواسع لقوات الاحتلال في القدس القديمة، في الوقت الذي فرضت فيه حظرا على دخول النساء والفتيات والطالبات والشبان الفلسطينيين المسجد الأقصى. من جهتها طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر بحق المسجد الأقصى الأمر الذي يشكل تهديدا للأمن والسلم في المنطقة والعالم. وأكدت الوزارة في بيان لها أن «الحكومة الإسرائيلية تواصل تصعيدها ضد القدس والمقدسيين وممتلكاتهم» مدينة ب « شدة إمعان الحكومة الإسرائيلية في إجراءاتها التعسفية وسياساتها القمعية ضد القدس ومواطنيها ومقدساتها».