أكد المدير العام للغابات محمد صغير نوال، أمس، أن» الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة الجزائرية من أجل تحسين معيشة المواطن الريفي وتوفير له السكن والدخل اليومي وتوعيته وتحسيسيه، تهدف أساسا لحماية الثروات الطبيعية: المياه، التربة والمساحات الغابية، مضيفا «أن 40 من المائة من المواطنين، أي ما يعادل قرابة 14 مليون نسمة، متواجدون في الريف مع عودة السلم والأمن، بعد انتهاء العشرية السوداء». ذكر محمد الصغير نوال، لدى نزوله ضيفا على فوروم الإذاعة الجزائرية، أن «الجزائر تحتكم حاليا على مساحة غابية تقدر بحوالي 4.15 ملايين هكتار، 50 من المائة منها عبارة عن أدغال، وتعاني حاليا من تهديد 3 آفات هي الحرائق، القطع العشوائي والدودة الجرارة التي تمس خصيصا منطقة السهوب التي تمتد من ولاية تبسة إلى ولاية البيض، والتي يتم معالجة 300 ألف هكتار سنويا بسببها». وأضاف المدير العام للغابات في هذا السياق، قائلا إن «مكافحة الحرائق، التي استدعت إنشاء مخطط وطني للاحتواء يرتكز على الإعلان والتدخل السريع بوضع 450 مركز مراقبة وتدخل، 500 فرقة تدخل سريع، في انتظار الشروع في التدخل الجوي السريع بداية من الصيف القادم، قد ساهمت في تخفيض حصيلة هذه الآفة الخطيرة، مع تحسيس واسع النطاق لسكان المناطق الريفية المجاورة للغابات». وقد أسفر تطبيق هذا المخطط، بحسب محمد صغير نوال، «عن تسجيل هذه السنة 2500 حريق، مست 13 ألف هكتار، في حين قدرت الخسائر في سنة 2012، ب4500 حريق مست 100 ألف هكتار». وبالنسبة للآفة الثالثة، ذكر المتدخل «أن القانون يمنع منعا باتا القطع والاستغلال العشوائي لخشب الغابات، وأن أعوان الغابات مخولون قانونيا التدخل حيث يتم تسجيل سنويا حوالي 200 مخالفة يقاضى مرتكبوها أمام المحاكم. كما أن القانون الجديد الذي هو حاليا قيد المصادقة، سيشدد العقوبات أكثر في حالة التعدي على الثروة الغابية». إعادة تأهيل السد الأخضر ويتواصل دائما، يقول محمد الصغير نوال، البرنامج الوطني للتشجير 1999-2020 مستهدفا تشجير 1.245 مليون هكتار، إذ تم إنجاز لحد الساعة 730 ألف هكتار، بينها 130 ألف هكتار من الأشجار المثمرة، وخصصت 80 ألفا لغرس أشجار الزيتون. وكشف ضيف فوروم الإذاعة الجزائرية، عن دراسة أعدتها الوزارة الوصية حول إعادة تجديد وتأهيل السد الأخضر، من أجل مكافحة التصحر، وهذا بإشراك المواطنين في عمليات غرس الأشجار المثمرة وخلق فضاءات فلاحية بمحاذاة هذا الحزام الأخضر، مشيرا في ذات السياق إلى أن 5 آلاف هكتار من الغابات موجهة اليوم إلى الاستجمام والسياحة وهي مساحات غابية متواجدة قرب أو بداخل 38 ولاية، مفتوحة لاستثمار الخواص، بشرط أن يقدم المستمر كل الضمانات بعدم إتلاف المحيط الغابي أو تلويثه، كما على المشروع أن يندمج كليا في الغابة لا العكس». وتملك لجنة ولائية يترأسها الوالي، كل الصلاحيات لضمان حماية الثروة الغابية، هذا بفضل آلية قانونية جديدة سيتم استعمالها في المستقبل القريب. دراسة إمكانية إنشاء تعاونيات شبانية للاستثمار دائما وفي إطار تشجيع الاستثمار، كشف المسؤول عن الغابات عن دراسة إمكانية إنشاء تعاونيات شبانية، بالتنسيق مع آليات تشغيل الشباب التابعة لوزارة العمل والضمان الاجتماعي، والمختصة في تقطير العطور. كما أفصح عن برامج تكوينية لفائدة مهندسي القطاع، بالتنسيق مع كل من كندا وبلجيكا وكوريا الجنوبية في مجال استعمال التكنولوجيات الحديثة لتسيير الثروة الغابية بطريقة عصرية مع إدراج الإعلام الآلي. في شأن آخر، كشف ضيف الإذاعة الجزائرية، عن مشاريع حول إعادة تجديد غابات الفلين، التي عرفت تدهورا كبيرا بسبب العشرية السوداء، والتي أصبحت تنتج حاليا بين 60 و70 ألف طن من هذه المادة الطبيعية، مع احتمال رفع الإنتاج إلى 100 ألف طن في السنين القادمة، إلى جانب تدارك قدم الأشجار، بإعادة التشجير والاستعانة بمشتلة سكيكدة التي تنتج (2) مليوني شجيرة فلين سنويا. ندوة دولية شهر ديسمبر القادم كشف الصغير نوال، عن احتضان الجزائر في الفترة الممتدة من 13 إلى 17 ديسمبر المقبل، أشغال ندوة دولية، تنظم بالتنسيق مع منظمة التغذية والزراعة «الفاو»، التابعة للأمم المتحدة، تشارك فيها 26 دولة، يدور محورها حول موضوع: «الفضاءات الغابية والرعوية». وستشكل الندوة فرصة لتبادل التجارب حول طرق وإمكانات الحفاظ على الثروة الغابية من التصحر وانجراف التربة والتلوث في ظل المتغيرات المناخية التي تعرفها المعمورة. حملة تحسيسية لغاية 21 مارس 2016 بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للشجرة، الموافق ل25 أكتوبر من كل سنة، سطرت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، عن طريق المديرية العامة للغابات، برنامجا ثريا يمس كل شرائح المجتمع، إلى جانب مشاركة كل من وزارة التربية، المجتمع المدني وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التكوين والتعليم المهنيين، وزارة الداخلية والجماعات المحلية، فيما يكون الانطلاق الرسمي للحملة التي ستستمر لغاية يوم 21 مارس 2016 تزامنا مع اليوم العالمي للشجرة، من ولاية سيدي بلعباس، والتي تشمل حملة تحسيسية واسعة النطاق، تمس أطفال المدارس ويشارك فيه الإعلام بكل فروعه.