ركز العدد الأخير من مجلة الجيش الصادر شهر فيفري الجاري، على جملة من القضايا الدولية لاسيما تلك المتعلقة بإدارة الأزمات وحفظ السلم في القارة الإفريقية أكد فيه موقف الجزائر الثابت إزاء تلك القضايا وهو الموقف الذي ما فتئ رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يعبر عنه في كل المناسبات والمحافل الدولية، كما سلطت المجلة الضوء على بؤر التوتر التي ما تزال تشهدها القارة الإفريقية والتي أفرزت ظواهر خطيرة على غرار تجنيد الأطفال مادون 16 سنة وتهريب الأسلحة ما يتطلب علاجا مناسبا ومسؤولا من قبل الحكومات والمجموعة الدولية. وفي افتتاحية العدد، أبرزت المجلة أهمية تفعيل عملي ومستعجل لكل الميكانيزمات الإفريقية الخاصة بإدارة الأزمات وحفظ السلم في القارة الإفريقية معتبرة الأمر انشغال يفرض نفسه باستمرار بالنظر إلى استحالة تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية دون توفر مناخ يتسم بالاستقرار والأمن بإفريقيا وهو الانشغال الذي طالما رافع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لصالحه تضيف الافتتاحية، التي جددت التأكيد على مواقف الجزائر الثابتة التي تنص على محاربة المشاكل الأمنية العديدة وحتى تلك المتعلقة بالبقاء والتي يعرفها الكثير من البلدان الإفريقية بشكل أولي وبكل مسؤولية. وأضاف كاتب الافتتاحية أنه في سياق أزمة دولية حادة تتسم بالكثير من المظاهر منها ظهور عدة بؤر توتر في العالم فإنه ينتظر من المجموعة الدولية وفي المقام الأول منظمة الأممالمتحدة التي تأخذ على عاتقها مسؤولية قضية الأمن والسلم أن تدعم وتساند كل جهد يقوم به الاتحاد الإفريقي بغية تفعيل وسائله الخاصة المتعلقة بالوقاية وإدارة الأزمات وحفظ السلم وذلك في آجال مناسبة معقولة. وفي ملف الشهر، الذي تزامن وإحياء اليوم العالمي للأطفال المجندين المصادف ليوم 12 فيفري من كل سنة ركزت المجلة على الأطفال ضحايا النزاع وبؤتر التوتر في القارة الإفريقية، فعددت استنادا إلى إحصائيات سقوط ما لا يقل عن مليون طفل في الحروب وتجنيد ما يقارب 30000 طفل مجند في العالم، رغم وجود ترسانة قانونية يفترض أن تحمي الحقوق الأساسية المنتهكة لتلك الفئة سواء كانوا ضحايا أو فاعلين، ومن ثمة رأت المجلة أن مشكلة الأطفال المقاتلين يستدعي علاجا مناسبا ومسؤولا من قبل الحكومات والمجموعة الدولية إذ ينبغي أن تفرض حلولا عاجلة للنزاعات وقرارات فعالة وعاجلة للمسائل ذات الصلة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية لدى دول الجنوب. وبخصوص التجارة غير الشرعية بالأسلحة، أبرزت المجلة أن القارة الإفريقية أصبحت سوقا جذابة للأسلحة مشيرة إلى أن تجارة الأسلحة تبقى واحدة من المشاكل الكبرى للأمن في إفريقيا شبه الصحراوية الدامية بالعديد من النزاعات أو الصراعات، كما أن تزايد عدد الأسلحة الخفيفة في إفريقيا يهدد بشكل جدي التنمية في القارة، فبغض النظر عن النفقات التي تستهلكها فهي تعد كذلك مصدرا للنزاعات وتشكل خطرا على اتفاقيات السلام وتزيد من حدة العنف والإجرام. وفي سياق ذي صلة، أكدت المجلة موقف الجزائر الداعم للجهود الإفريقية التي تكافح هذه الظاهرة من خلال تنظيم الملتقيات والورشات بغرض تبادل التجارب والوقوف على التقدم الحاصل، مؤكدة أن ''الجزائر واقتناعا منها بضرورة مراقبة تجارة الأسلحة حفاظا وتعزيزا للأمن والسلم الدوليين شاركت بنشاط في مؤتمر الأممالمتحدة لسنة 2001 ، كما صادقت على برنامج العمل الذي نجم عنه، ومنذ ذلك الحين دأبت على تطبيق أحكام هذا البرنامج'' . وبشأن إقامة القواعد العسكرية في القارة الإفريقية، جددت المجلة التأكيد على موقف الجزائر الرافض لإقامة تلك القواعد وجاء في مقال بعنوان '' القواعد العسكرية الأجنبية صراع من أجل النفوذ بترول ورهانات جيوسياسية'' أن موقف الجزائر من إقامة قواعد عسكرية على أراضيها واضح ''فالسيادة الجزائرية لا تناقش ولا يمكن أبدا اليوم فتح الطريق أمام إقامة قواعد عسكرية أجنبية بالجزائر تحت أي مبرر كان ، بما في ذلك مكافحة ''الإرهاب'' فالجزائر تركز على قدرات الأمن الجماعي التابعة للاتحاد الإفريقي والآليات الإفريقية للأمن . من جهة أخرى لم تغفل المجلة التطرق إلى ملف العصر والمتمثل في التنمية المستدامة وفي هذا الصدد أكدت المجلة أن التنمية المستدامة تستلزم التوفيق بين ما هو بيئي، اقتصادي واجتماعي وكذا إقامة ترابط سليم ما بينها. وتطرقت المجلة إلى عدة مواضيع أخرى ذات الصلة بالقطاع، فأبرزت التطور الحاصل في الجيش، ووقفت عند ذكرى ميلاد سلاح الطيران والبحرية الجزائرية وقيمت الأداء الرياضي لعناصر الجيش .