تطرقت مجلة "الجيش" الشهرية الصادرة عن مؤسسة المنشورات العسكرية في عددها ال 557 إلى جملة من المواضيع الهامة، سواء تعلقت بمختلف المنجزات والتطورات التي مست القطاع العسكرى السائر على نهج العصرنة والتقدم أو مواضيع إنسانية، إقتصادية ودولية، خاصة المتعلقة منها بالقارة السمراء، إلى جانب مجموعة من القضايا الوطنية كقانون المرور الجديد والثورة المباركة. ولقد أشارت المجلة في إفتتاحيتها إلى التحديات الكبيرة التي تواجه دول العالم من نزاعات مسلحة ومشاكل بيئية حادة، استعصى حلها نتيجة أنانية بعض القوى الصناعية العالمية التي تتحاشى تطبيق السليم والعادل للقانون الدولي العام، مما أزم الأوضاع الإنسانية، خاصة في القارة السمراء ودفع المجموعة الإفريقية إلى بذل جهود جبارة وإيجاد الآليات الفعالة من شأنها أن تكيف القوانين التشريعية والوضع السائد في القارة. وفي هذا السياق، خصت النشرية في عددها هذا ملفا مطولا حول ظاهرة الجوع التي تفاقمت أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع الأزمة الإقتصادية العالمية التي هددت الأمن الغذائي بعد أن ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية وانتشرت البطالة والفقر في ظل الصمت الدولي، حيث قدمت المجلة مجموعة من الإحصائيات الرسمية للظاهرة، منها تجاوز عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع عتبة المليار في العالم، بزيادة وصلت إلى مائة مليون شخص بالمقارنة بسنة 2008، في حين يصل عدد الذين يعانون من سوء التغذية إلى 915 سنة 2008 بعد أن كان 873 شخص سنة 2006، وغيرها من الأرقام المفزعة. لتعودة المجلة بعد ذلك، إلى التنبيه الذى أطلقه فخامة رئيس الجمهورية في تدخلاته في العديد من المحافل الدولية، حيث نادى إلى ضرورة الإهتمام بالقطاع الزراعي والريفي من أجل ترقية القطاعين الإقتصادي والإجتماعي للدول وإعطاء كامل الأولوية للتكفل الشامل بالإشكالية الفلاحة. وفي ركن "أحداث الشهر"، عادت المجلة إلى مختلف نشاطات المؤسسة العسكرية التي استقبلت عددا هائلا من الوفود العسكرية الأجنبية في الجزائر، بدء باستقبالات رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة عبد العزيز بوتفليقة التي خص بها كلا من قائد القيادة الأمريكية لإفريقيا "أفريكوم" وليام وارد وكاتبة الدولة لجمهورية المجر آنيس قاداي، تم استقبالهما من الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك ڤنايزية وكذا رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، وصرح الفريق أول وليام وارد خلال زيارته أن "أفريكوم" عازمة على تعزيز وتحسين العلاقة القائمة بين الجيش الأمريكي والجزائري، خاصة القضايا المتعلقة بالجانب الأمني. كما استقبلت المؤسسة العسكرية وفودا أخرى من الصين وإيطاليا والبرتغال، كوبا، الفيتنام وغيرها من الشخصيات العسكرية التي توافدت على الجزائر. كما عادت المجلة إلى الزيارة التي قام بها الوزير المنتدب عبد المالك ڤنايزية إلى معرض دبي للطيران والحفل الذى أقامه ذات الوزير بمناسبة عيد الأضحى المبارك على شرف قيادات وزارة الدفاع الوطني، وكذا اتفاقية الشراكة التي جمعت بين الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني ووزير الفلاحة رشيد بن عيسي في مجال تمويل الجيش بالمواد الغذائية عبر جميع النواحي العسكرية. كما خصت نشرية "الجيش" مؤسسة صيانة ومساعدات الملاحة، بروبرتاج مطول أبرزت فيه المهام المتعددة التي تقوم بها بشهادة رئيسها الرائد خالدي، في حين كشفت في ركن إضاءات عن الحصيلة الإيجابية التي حققها الجيش الوطني الشعبي في نزع وتدمير الألغام على الحدود الشرقية والغربية من البلاد، حيث بلغت الحصيلة الإجمالية إلى غاية 30 سبتمبر من هذا العام إلى 8.233.477 لغما، أي 75.65% من العدد الإجمالي من الألغام التي زرعها المستعمر. أما في الشأن الإفريقي والدولي، فنجد المجلة سلطت الضوء على ملف اللاجئين والنازحين في القارة السمراء التي أنهكتها الحروب والنزاعات الداخلية، والأهمية البالغة التي توليها الدولة الجزائرية لهذه المسألة بحكم تجربتها الطويلة في الميدان، إلى جانب تطرقها لموضوع الطاقات البديلة ورهانات الجزائر لإجاد البديل لفترة ما بعد البترول. كما عادت كذلك لكيفية تسيير الموارد البشرية في هياكل الدفاع التي تختلف تماما عن الطرق المعمول بها في الإدارات الأخرى. أما ركن البيئة، فتناول مشكلة العصر من تغيرات مناخية واحتباس حراري المدرجة في قمة كوبنهاغن العالمية. كما رصدت مجلة الجيش مجموعة من انطباعات للباحثين الجزائريين في ميدان الإعلام الآلي، بعد اللقاء الأول حول تطوير التكنولوجيات المتقدمة والمنظم من طرف وزارة الدفاع الوطني بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الذى جمعهم في نادي الوطني للجيش في شهر نوفمبر الفارط.