السلم حلقة مفصلية في الشراكة الاستراتيجية جدد الوزير الأول عبد المالك سلال، ممثلا لرئيس الجمهورية في القمة الثانية لمنتدى التعاون الصين - افريقيا بجوهانسبورغ، موقف الجزائر المشدد على إقامة شراكة استراتيجية بين الطرفين. وقال سلال، إن الجزائر وفيّة لسياستها الخارجية ترافع دوما من أجل الحل السياسي لتسوية الأزمات وإدارتها بعيدا عن التدخل الأجنبي وما يحمله من تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار. أكد سلال في مداخلته بقمة منتدى التعاون، بعد أن أبلغ رؤساء الدول والحكومات تحيات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وفي مقدمتهم رئيسي جنوب أفريقيا والصين جاكوب زوما وكزي جينبينغ، أن الصين وإفريقيا مطالبتان بتكثيف التنسيق والتشاور في المحافل الدولية من أجل القضاء على الإرهاب الذي يشكل تهديدا “دائما” على مسار التنمية. وأضاف سلال، “أن مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف يجب أن تحظى بأولوية كبيرة ضمن مخطط عملنا الثلاثي، لجعلها حقيقة عملية على أراضينا. وأن العلاقة بين التنمية الاقتصادية والسلم والأمن تشكل أحد المبادئ التي تقوم عليها شراكتنا”. وأضاف سلال، أن “الجزائر التي تعرب عن امتنانها للصين على مساهمتها في وضع الهندسة الإفريقية للأمن، تود أن تغتنم فرصة هذا اللقاء لإبراز خطورة التهديد الذي يشكله الإرهاب على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة وعلى استقرار الدول والمجتمعات المستضعفة وحتى على مستقبلها”. التعاون جنوب - جنوب خيار قائم من جهة أخرى، أكد الوزير الأول أن الجزائر متيقنة من خيار التعاون جنوب - جنوب والآفاق الواعدة التي يتوفر عليها. وأن الحكومة الجزائرية التي باشرت إنجاز برنامج رئاسي هام للتنمية للفترة 2014 - 2019 تؤكد للصينيين والأفارقة أنهم “سيجدون في الجزائر الدعم والتسهيلات التي ينتظرونها من شريك مقتنع بمواءمة خيار التعاون جنوب - جنوب والآفاق الواعدة التي يتوفر عليها”. وتطرق الوزير الأول إلى الخمس عشرة سنة من الشراكة المهيكلة بين الصين وأفريقيا، مذكرا بأن حجم المبادلات التجارية قد تضاعف بعشرين مرة منذ سنة 2000. والتعاون العلمي، التقني والثقافي أصبح حقيقة قائمة في علاقات المجموعتين الصين وأفريقيا. وحضور المتعاملين الأفارقة والصينيين بلغ مستوى عاليا، يؤكد إرادة الطرفين في ترسيخ علاقات شراكة متميزة تستجيب للتطلعات والآمال. وهي علاقات تبدي الجزائر بشأنها الارتياح الكبير. وأشار في سياق متصل، إلى أن افريقيا تمكنت تدريجيا من إيجاد طريق النمو بفضل إصلاحات “جريئة” و«حكامة مجددة مستلهمة من رؤية وفلسفة النيباد”، مضيفا أن إفريقيا تعد اليوم من بين مناطق النمو النادرة في العالم. واستطرد بالقول، إنه ومن أجل تنويع ودعم هذا النمو الاقتصادي، فقد استلهمنا الإطار التوجيهي من رزنامة 2063 للاتحاد الإفريقي ومخططها التنفيذي العشاري 2016 - 2025، سيما برنامج تطوير المنشآت القاعدية في إفريقيا والبرنامج المفصل من أجل تنمية الفلاحة في إفريقيا. واعتبر الوزير الأول، أنه إذا كانت تنمية التدفقات التجارية بين إفريقيا والصين هدفا مدرجا في إطار تعاوننا، فإن المنطقتين تجدان نفسهما اليوم عند عتبة مرحلة نوعية جديدة ستسمح بالتأكد من أن التجارة قد تكون محرك النمو من خلال تشجيع الاستثمار ونقل التكنولوجيا وتقاسم المعارف والمهارة وهذا يتطلب، كما قال، أعمالا منظمة للامركزية والمركزية المشتركة ونشاطات منسقة ومنتظمة تحتل فيها الضمانات القانونية المتبادلة لمتعاملينا مكانة هامة. وأكد في نفس السياق، أن الجزائر مرتاحة لهذه المقاربة المكرسة في مشروعي بيان ومخطط عمل جوهانسبورغ. ودعا سلال عشية إطلاق مخطط عمل جوهانسبورغ، المتعاملين الاقتصاديين الصينيين والأفارقة في مختلف قطاعات النشاط إلى اغتنام فرص الأعمال التي يتيحها لهم المنتدى.