ستشهد سنة 2016 الميلاد الرسمي لآلية التعاون الأمني الافريقي، "أفريبول" بعد جهود جبارة واجتماعات ماراطونية قادتها الجزائر رفقة عدد من دول القارة وهيئات إفريقية ودولية يتقدمهم الاتحاد الافريقي الذي سيحتضن مؤسسة الأفريبول ويضمن تمويلها بشكل مؤقت، إلى حين الانتهاء نهائيا من تنظيم وهيكلة هذه الآلية وضبط ميزانيتها ونصوصها الأساسية. وفي السياق ذاته، دعا المدير العام للأمن الوطني إلى تكثيف الجهود وتنسيقها بشكل يمكن من الإسراع في إنشاء الآلية الإفريقية للشرطة وذلك لمواجهة مختلف المشاكل الأمنية التي تواجهها دول القارة السمراء ومكافحة مختلف أشكال الجريمة بها. ولدى إشرافه أمس على افتتاح أشغال الاجتماع الثالث للجنة الخاصة بالأفريبول، أكد اللواء عبد الغني هامل أن مكافحة مختلف أشكال الجريمة تستدعي أجوبة مكيفة وذلك بتوفير الوسائل والأجهزة وتدعيم التعاون الجهوي والدولي وتطوير القدرات والمناهج. ودعا المسؤول إلى ضرورة الإسراع في إنشاء هذه الآلية بالنظر للتهديدات الإجرامية المتواصلة والتحديات الأمنية التي يجب رفعها في القارة الإفريقية. واعتبر المتحدث هذا اللقاء بمثابة "المرحلة الحاسمة" التي ستسمح بتحديد احتياجات أفريبول خلال الميزانية المقبلة للاتحاد الافريقي الذي من المرتقب أن يعقد اجتماعه مطلع جانفي 2016 حيث من المتوقع الإعلان الرسمي عن آلية التعاون الأمني الإفريقي "أفريبول" وجعلها عملية بصفة رسمية في 2016 وتحديد مشاريعها ومخططها وبرنامجها العملي. ويعتبر هذا اللقاء تتمة لسلسة من الاجتماعات التي عقدت سنة 2014 بكل من أديس أبابا بإثيوبيا وكمبالا بأوغندا، والتي تترجم تجند لجنة السلم والأمن التابعة للاتحاد الافريقي لضمان استمرارية اللقاءات التي ترمي إلى وضع وتجسيد آلية التعاون الأمني الافريقي "أفريبول" في أقرب وقت ممكن.. وفي كلمته أمام ممثلي أجهزة الأمن الأفارقة وهيئات أممية وافريقية، عبر اللواء هامل عن ارتياحه لنتائج اللقاءات التي تم عقدها مؤخرا وللانجازات التي توجت بها اللقاءات الماضية وذلك منذ المصادقة على الوثيقة الأساسية لإنشاء هذه الآلية وعلى إعلان الجزائر حول إنشاء "أفريبول"، مشددا في كلمته على ضرورة اعتبار "أفريبول" آلية مستقلة من شأنها تدعيم التعاون الأمني الإفريقي"، علما أن مقر هذه الآلية سيكون بالجزائر التي بذلت جهودا كبيرة لتوفير مقر يستجيب لتطلعات ومستوى هذه الآلية والمهمة النبيلة المنوطة بها والرامية إلى تطوير التعاون الافريقي في مكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب. اللواء عبد الغني هامل، ولدى تدخله، أبرز الأهمية التي توليها الجزائر لهذا اللقاء الإفريقي الهام وللمبادرة التي أطلقتها، وهذا ليس غريبا على الجزائر ورئيسها السيد، عبد العزيز بوتفليقة الذي احتضن ولا يزال قضايا القارة الإفريقية ويسعى إلى إيجاد حلول لجميع مشاكلها من خلال ترقية الأفكار الداعية الى السلم والأمن والتطور والديمقراطية والحكم الراشد وتمكين إفريقيا من ضمان إرسائها لدعائم التطور والنهوض. كما أشار المسؤول إلى جملة التحديات التي تواجهها القارة السمراء والتي فرضتها حالة اللاأمن التي تتطلب تنسيق الجهود الشرطية لضمان أمن سكان القارة ووحدة دولها، ومن هنا -يضيف الهامل - فإن جميع المشاركين في المؤتمر مدعوون إلى تعميق نظرتهم لمشروع "أفريبول" في سبيل الرقي بإفريقيا. وتأتي هذه المبادرة تنفيذا للتوصيات التي تم اعتمادها بالإجماع من طرف ممثلي أجهزة الشرطة الإفريقية خلال المؤتمر الإقليمي لمنظمة الأنتربول المنعقد بوهران في شهر سبتمبر 2013 وكذا المحادثات التي جمعت بين رؤساء الشرطة الأفارقة خلال الدورة الثانية والثمانين للجمعية العامة لمنظمة أنتربول المنعقدة في نفس السنة بقرطاجنة، كولومبيا والتي شهدت مشاركة الشرطة الجزائرية بقيادة المدير العام للأمن الوطني، ولقيت هذه المبادرة الإشادة والدعم من طرف اللجنة التقنية المختصة حول الدفاع والأمن والسلم للاتحاد الإفريقي خلال الدورة السابعة للاجتماع المنعقد في أديس أبابا وكذا استحسان رؤساء الدول والحكومات خلال الدورة العادية الثانية والعشرين للاتحاد الإفريقي المنعقدة في شهر جانفي 2014 بأديس أبابا بإثيوبيا.