وقعت وزارة الموارد المائية والبيئة مع المملكة البلجيكية، أمس، اتفاقيتي تعاون في المجال البيئي، تخص الأولى تسيير النفايات على مستوى الغرب الجزائري بالمركب الجديد بولاية معسكر، والثانية تندرج في مجال تكوين الموارد البشرية بقيمة مالية مشتركة بين البلدين تقدر بمليار دينار. أفاد وزير الموارد المائية والبيئة عبد الوهاب نوري، عقب جلسة المباحثات سبقت التوقيع وجمعته بسفير مملكة بلجيكابالجزائر «فريدريك موريس»، أن الاتفاق جد هام ويندرج ضمن جهود الجزائر لحماية البيئة، ورصد للاتفاقية المتعلقة بتكوين الموارد البشرية لها مليار دينار جزائري أي ما يعادل 8،5 مليون أورو بالعملة الصعبة، وذلك بالشراكة مع الطرف البلجيكي. وعن الاتفاقية المتعلقة بتسيير النفايات، قال نوري أن المشروع تم الانتهاء منه مؤخرا، والمتمثل في مشروع نموذجي بولاية معسكر لتسيير النفايات وهو اكبر مركب على المستوى الوطني، مشيرا أن مشاريع مماثلة سيتم تجسيدها بولايات أخرى في إطار المشاريع الكبرى التي تقوم بها الوزارة لحماية البيئة. وأضاف نوري، أن الاتفاقية المتعلقة بتكوين الإطارات تهدف إلى تقوية المورد البشري الجزائر في مجال تسيير النفايات، في حين أكد التزام الجزائر بمواجهة السلوكات غير اللائقة في تلويث البيئة، مجددا تأكيد جهود الدولة في المجال والحفاظ على صحة المواطن. وفي سياق آخر، أكد وزير الموارد المائية أن مخزون الجزائر من المياه الجوفية والسدود كاف لمواجهة أي حالة جفاف قد تنجر عن ندرة تساقط الأمطار في هذه الآونة، مؤكدا أن نسبة امتلاء السدود تجاوزت 70 بالمائة وبإمكاننا مواجهة أي ظرف، قائلا علينا ألا نستبق الأحداث ففصل الشتاء لم ينقض. بمقابل ذلك، نفى نوري أن تكون الجزائر تعيش حالة جفاف جراء عدم تساقط الأمطار خلال فصل الشتاء الحالي، قائلا أننا متفائلون بسقوطها شهري سبتمبر ونوفمبر الفارطين، موضحا أن مخزون الجزائر من المياه الجوفية كاف ومن شانه مواجهة الجفاف في حال وقوعه ويرتكز تواجد المياه الجوفية بالمناطق الجنوبية بنسب عالية حسب نوري وتشترك الجزائر في ذلك مع ليبيا ومالي بالتربع على هذه البحيرة الكبيرة، مؤكدا استغلال المياه الجوفية بعدة مناطق من الوطن لأغراض فلاحية بكل من ادرار ووادي سوف ومنطقة المنيعة بغرداية. من جهته قال سفير مملكة بلجيكا «فريدريك موريس» أن التوقيع على الاتفاقية يندرج ضمن علاقات الشراكة مع الجزائر في مجال حماية البيئة الذي تتقاسم بلاده مع الجزائر نفس التوجهات للحفاظ على الجانب البيئي خاصة تسيير النفايات المنزلية. وأوضح السفير البلجيكي أن الاتفاقية تهدف إلى وضع إستراتيجية تقنية لتسيير النفايات ضمن مركب معسكر النموذجي الذي بني وفق تقنيات حديثة تستجيب للعمل وهو ما سيساهم في عمل مشترك بين الجانبين لتعميم المشروع في مناطق أخرى. وأكد نوري وسفير بلجيكا بخصوص قمة المناخ أن البلدين يتبادلان نفس التوجه لمواجهة التغيرات المناخية، وفي هذا السياق نوري أن الجزائر وضعت آليات جادة لمواجهتها مؤكدا ان الدول الكبرى تتحمل مسوؤليتها الكاملة وهو ما طرحته في القمة 21 للمناخ بباريس.