دعا رئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين، إلى ضرورة إعداد دستور توافقي، مشيرا إلى أن الحديث عن تعديل الدستور لم يأت في وقته المناسب كون هناك مسائل مهمة يجب تسويتها لاسيما في ظل انخفاض أسعار البترول، قائلا أن المشكل المهم حاليا هو كيفية مواجهة الأزمة الاقتصادية بمشاركة الجميع، واصفا صراعات ما يسمى بأحزاب المعارضة بأنه نقاش عقيم، مشيرا إلى قانون المالية الجديد سيزيد الأعباء الضريبية على المواطن البسيط، داعيا إلى استحداث ضريبة على الثروة والكف عن الخطاب الشعبوي. استعرض رباعين خلال ندوة صحفية أمس بمقره مجموعة من المسائل الوطنية، منها تعديل الدستور، مشاكل الفلاحين، تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي وقضية سوناطراك وغيرها، وحسبه أن الحديث عن تعديل الدستور في الوقت الحالي سابق لأوانه، لان هناك مشاكل أكبر وأهم يتطلب إيجاد الحلول والوسائل لمواجهة، خاصة في ظل انخفاض أسعار البترول، مرافعا من أجل دستور توافقي. كما وصف صراعات بعض الأحزاب بالجدال العقيم الذي لا يخدم الوطن. وبالمقابل، انتقد رئيس حزب عهد 54، قانون المالية 2016 الذي يرى فيه أعباء ضريبية على المواطن وأنه لابد من استحداث ضريبة على الثروة خاصة وأن بعض المستوردين لا يدفعون الضرائب، وحسبه أن الإصلاحات في هذه الظروف يدفع ثمنها الطبقات الضعيفة، مطالبا بإدراج عبارة عدم خوصصة الشركات الوطنية الإستيراتيجية مثل سوناطراك في قانون المالية الجديد، مشيرا إلى أن مصانع تركيب السيارات الفرنسية لا تخدم الاقتصاد الوطني كوننا لا نستفيد من تحويل التكنولوجيا، متسائلا عن مصير ملف أملاك الأقدام السوداء وحق الملكية للجزائريين قائلا: «125 ملف في العدالة و20 ألف ملف ينتظرون نود معرفة الجواب». وعن مسألة سوناطراك قال أن مالها مثل قضية الخليفة، مطالبا بالفصل السياسي فيما يتعلق بمسألة الغاز الصخري. وتطرق رباعين أيضا، إلى أهم انشغالات الفلاحين التي لم يتم تسويتها بعد خاصة ملف العقار والأسمدة والقروض، قائلا أن هناك أموالا باهظة أنفقت على القطاع لكننا مازلنا بعيدين عن تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، مقترحا معالجة العقار الفلاحي وعقود الملكية بطريقة شفافة، وأن تكون القروض طويلة المدى كي يتمكن الفلاح من شراء العتاد الفلاحي، موضحا أن الفلاح لا يمكنه الحصول على القروض بسبب البيروقراطية الإدارية للبنك الفلاحي. وأبرز في هذا السياق، دور المعهد الوطني للفلاحة الذي لم يعد مفعلا في دعم القطاع من خلال المهندسين الأكفاء الذين لديهم ميكانزمات لدعم الفلاح، هذا الأخير ما يزال يعاني من قلة الحبوب التي لا تسلم في وقتها، داعيا إلى توفير المياه والكهرباء بأسعار معقولة وتعبيد الطرق، وأن يكون للفلاح ممثلين حقيقيين في المؤسسات الفلاحية كي ينتظموا في شكل تعاونيات، مع ضرورة تنظيم سوق الجملة ودعم الصناعات التحويلية. وفي رده عن سؤال حول نشاط الحزب لسنة 2015، أكد رباعين أنه أسبوعيا يقوم الحزب بنشاط من خلال تنظيم ندوات أو تجمعات شعبية عبر حوالي عشرين ولاية، وورشات للوصل إلى عقد ندوة وطنية لإعادة النظر في ترقية البرنامج ومناقشة أهم القضايا، مضيفا أنه وضعت لجنة للتحضير لعقد مؤتمر خلال حوالي 6 أشهر، ولم يفوت رئيس حزب 54 الفرصة للإشادة بمناقب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد واصفا إياه بالرجل الرمز الذي بفضله وأمثاله من العظماء استرجعت الجزائر سيادتها الوطنية.