ينتظر الكثير من المثقفين كتابا كانوا، أو أدباء، الإفراج عن مخطوطاتهم التي أودعت بوزارة الثقافة، قصد طبعها، سواء في إطار قسطينة عاصمة الثقافة العربية أو من خلال صندوق دعم الإبداع، وفي كل الحالات الانتظار طال كثيرا، بعد التغييرات التي عرفتها وزارة الثقافة، فجعل القادم الجديد يتريّث لمعرفة الخبايا والخفايا التي تدور في دائرة الكتاب، مسترسلة الكثير من اللعاب والأحاديث خصوصا مع رحيل الدكتورة نادية لعبيدي الوزيرة السابقة وقدوم الوزير ميهوبي على رأس هضبة العناصر، إضافة إلى التغييرات التي شهد تها مديرية الكتاب أيضا، بمغادرة قائدها الأسطوري، وإعادة النظر في لجنة القراءة، جعل الإسراع في قراءة الأعمال وتسريحها للطبع، يزيد في تضخم الأعباء وقلق أصحاب دور النشر، ونفاذ صبر المؤلفين وليس المؤلفة قلوبهم، خاصة أولئك الذين لم تكن لهم سابقة مع النشر، وكتاباتهم مرشحة للطبع ، لما تحمله هذه الأعمال من نصوص ذات قيمة إبداعية وفنية . الترقب والانتظار اللذين يميزان الدخول الاجتماعي الجديد 2016 ، ستكون فيهما صناعة الكتاب حجر الزاوية لما يمثله من قيمة فنية وجمالية، وبما أن الكتاب يمثل الرهان لموسم ثقافي ناجح ، تكون فيه النوعية والجدية القاسم المشترك ، لكل الفعاليات بما فيها تلك التي تحتضنها قسنطينة قبل إسدال الستار على فعالياتها في أفريل القادم . أصحاب دور النشر والطباعة وكأنهم في خبط عشواء، ما بين الحقيقة التي ينتظرونها حول عدد الأعمال التي تمت الموافقة عليها، وما بين ما يروج في الساحة، حول تقليص القوائم إلى عناوين معدودة، لا تفي الغرض ولا يمكنها تعويض الوسائل المخصصة للغرض ذاته . مابين انتظار ما تسفر عنه الجهات الوصية وإطلاق العنان لطبع المؤلفات، وما بين حالات السوسبانس العائمة، سيكون سلطان هضبة العناصر بالمرصاد لكل الأعمال غير المشرفة، وتلك التي تكرر نفسها عبر رحلة الشتاء والصيف، فالرهان الذي رفعته السياسة الثقافية الحالية يجب أن يتماشى والظروف الاقتصادية الحالية ، تفاديا لسياسة البريكولاج التي كان لها للأسف، مناصروها في مشهد ثقافي اختلط فيه الحابل بالنابل، وأصبح الكل فيه المنقذ المنتظر . ترشيد النفقات يبدأ من ترشيد الموارد البشرية وجعلها في سياق الثقافة المرجع والتاريخ والهوية والانتماء، فلن يكون هناك إبداع طالما الذهنية البشرية باقية “تسطع الجرة” وترفض النقد والتجديد.