لا يمكن وصف الخبر سوى بأنه حدث مفاجئ. مفاجئ للغاية، يغمرنا بالسعادة. أقصد خبر افتتاح مكتبة “أوميغا” الكبرى بنزل الأوراسي. فقد عشنا سنوات طويلة على وقع غلق المكتبات، وانحسارها وتراجعها بشكل مستمر ومطرد، جعلنا نخاف على مستقبل الكتاب. وهانحن نجد أنفسنا اليوم أمام فتح مكتبة، ونسمع عن أناس يفكرون في الترويج للكتاب، وبعث تقاليد القراءة، وفتح المكتبات، وليس في غلقها أو تحويلها إلى محلات لبيع “بيتزا” رديئة عديمة الذوق، كظاهرة استهلاكية أسست لمظاهر استهلاك بشع، لم تكن مُرفقة بمظاهر ثقافية. إلى درجة أن الجزائر شكّلت الاستثناء، حيث انتقلت من اشتراكية مليئة بالأيديولوجية، إلى ليبرالية خالية من أي ثقافة. فأصبح الذوق العام رديئا، باهتا. وكثرت مظاهر العنف والخشونة، والغباء، وغيرها من السلوكيات المقيتة التي تُعتبر نتاجا مباشرا للفقر الثقافي، إلى حد أننا أصبحنا نملك مُدنا بلا روح، وحالة من انعدام المعالم الثقافية. ومن هنا يشكّل خبر فتح مكتبة، أمرا سعيدا، واستثناء بارزا، وحدثا لا يمر مرور الكرام. ولا يسع من يعرف قيمة الكتاب سوى التهليل له والفرحة لحدوثه. توّج المجهود الذي بذلته السيدة خليدة تومي خلال السنوات الأخيرة، بفضل اعتماد سياسة دعم النشر، وموافقة الدولة على مقترحاتها لتوفير سيولة مالية مخصصة للكتاب، بتنصيب لجنة دعم الإبداع الأدبي والفني على مستوى وزارة الثقافة، وبدء عمل المرصد الوطني للكتاب. هذا المجهود يعطي دفعا لسياسة النشر، وبإمكانه خلق فرص عمل في مجال نشر الكتاب، بيد أنه لا يجد تتمة وتتويجا ونتائج مرضية إلا من خلال فتح المكتبات، وتوفير الفضاء الطبيعي للكتاب. فالنشر بدون فتح المكتبات، عبارة عن خبط عشواء ورمي بذور في الفراغ. ولا يسعنا إلا تشجيع مثل هذه المبادرات، خاصة لما تكون مرادفة للفعل الثقافي، حيث قرر عبد الحق بوعنان، صاحب المبادرة، إنشاء جائزة أدبية لأحسن عمل إبداعي، تمنح باسم مكتبة “أوميغا”، وتلك هي حبة الفاكهة التي زينت الكعكة، مثلما يقول المثل الفرنسي. [email protected]