عراقيل جمة تواجه القصيدة في حاجة لإزاحتها إنه الشاعر الجزائري عمر طش، صاحب قصيدة «قطاف من رياض البوح»، الذي فازت شهر ديسمبر الفارط بالجائزة الأولى لمسابقة شعرية احتضنتها دولة العراق بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة العربية، في حوار ل «الشعب»، يعبر من خلاله عن آرائه حول واقع الشعر في الجزائر، كما يفصح عن العراقيل التي يواجهها الشاعر. - الشعب»: هل للشاعر عمر الطش بتقديم نفسه للقراء والحديث عن موهبته؟ * الشاعر عمر طش: أنا من مواليد بلدية عين الإبل ولاية الجلفة، أمارس التعليم منذ 1993 وحاليا مدير مدرسة ابتدائية، قصتي مع الشعر بدأت من أيام المتوسط، يوما كنت مولعا بالشعر الشعبي جمعا وكتابة ثم انقطع الشعر عني لسنوات طوال بسبب الدراسة وظروف العمل حتى عاودني ذات صيف 2009، كنت أكتب القصيدة وأضعها في الدرج، ألّح علي كثير من الأصدقاء كي انشر ما أكتب فبدأت منذ عام أنشر بعض كتاباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، فأخذت بعض صيتها حتى عربيا إلى غاية أن جاءت مشاركتي بقصيدة (قطاف من رياض البوح) بمناسبة مسابقة أقيمت بالعراق في اليوم العالمي للغة العربية. - كيف كانت المشاركة في المسابقة الدولية بالعراق، ومع من تنافس عمر الطش وبأي قصيدة أو ديوان؟ وما هو إحساسك وأنت تحصد الجائزة الأولى؟ * لم أتوقع الفوز لعلمي بمستوى المشاركات خاصة والمسابقة بالعراق بلد المتنبي، وحينما اتصل بي مدير المركز الثقافي البغدادي وأخبرني أن انتظر النتائج نهار غد شعرت أن شيئا ما سيحدث لكن لم أتوقع الأولى، خاصة لمشاركة شعراء أعرف أسمائهم ومستواهم بالعراق وكثير من الدول العربية، ومما أسعدني أكثر أن الحفل كان على مستوى من حضور شخصيات أدبية وثقافية وسياسية كممثل الأممالمتحدة ومنظمة اليونسكو، فحينما سمعت اسمي مقترن باسم الجزائر سعدت كثيرا بصدق. - تشهد حاليا الساحة الثقافية العديد والكثير من الإصدارات في مجال الشعر لما ترجعون هذا الزخم الكبير للقصيد؟ * أرى أن الساحة الثقافية تمر بجو من الفوضى لعدم وجود الضابط لتحديد مستويات الأداء في كل ما يكتب لكثرة الشعراء وقلة الشعر الحقيقي، ثم اسمح لي إذ لا أشاطر هذا الرأي القائل بغزارة النشر والإصدارات ببلادي، وذلك مقارنة بدول عربية حتى لا نقول أجنبية، نحن بعيدون جدا عن المستوى العالمي. - حصد الشعراء الجزائريون العديد من الجوائز الوطنية والدولية في السنوات القليلة الماضية، ما هي في ظنكم المعايير التي يرتكز عليها حكام المسابقات لمنح الجوائز والألقاب اليوم لتقديم الجوائز والتكريمات؟ * تختلف المعايير التي يحتكم إليها لجان التحكيم في شتى المسابقات الأدبية والشعرية بصفة خاصة من لجنة إلى أخرى ومن شخصية تحكيمية إلى أخرى، وهذه مشكلة التقييم وظهور أعمال ربما لا ترتقي للمستوى الإبداعي، وهنا نجد ما يسمى (المعريفة)، هناك من المسابقات من تستحق التنويه وهناك من عملت وتعمل على قتل الإبداع الحقيقي بقصد أو بغير قصد، والشعراء الجزائريون أثبتوا في كثير من المحافل سواء داخليا أو خارجيا بأحقيتهم بالتتويج وهناك طاقات رائعة ومبدعة. - هل يتلقى اليوم الشاعر صعوبات للتعريف عن نفسه وعن موهبته ونحن نعرف أن المجتمع الجزائري أصبح لا يولي اهتماما كبيرا بالأدباء والشعراء والمثقفين؟ * نعم يواجه الشاعر الحقيقي الكثير من المصاعب من أجل إبلاغ إبداعه وإيصاله على المستوى المحلي نظرا لقلة الاهتمام من الجميع، لا نوجه أصابع الاتهام لجهة دون جهة، فكما تعلم الثقافة مسألة اجتماعية، وإذا تحدثنا عن الشعر فإننا نتحدث عن مستوى معين من الذائقة الفنية والمستوى الثقافي، لكن أملنا أكبر في وزارة الثقافة أن تعمل على الدفع بهذا المجال نحو الأفضل على غرار الفنون الأخرى على الأقل خاصة إذا علمنا أن على رأس الوزارة شخصية ثقافية شاعرة مبدعة متمثلة في معالي وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، لنا أمل كبير بأن القادم أفضل للثقافة بصفة عامة وللشعر بصفة خاصة ببلادي الحبيبة الجزائر، والتي من أجلها نعمل كل هذا لا غير، كي ترقى إلى مصاف الدول المتحضرة من جميع الجوانب إن شاء الله. - ما هي مشاريعكم المستقبلة؟ * أملي أن أقدم شيئا لبلدي ليقرن اسمي باسم الجزائر ويكون لي ذخرا على مدى الأيام، فأنا أعمل حاليا على تنقيح كتاباتي السابقة من أجل ديواني الأول الذي سيرى النور إن شاء الله، وبعدها لكل حادث حديث، وأخيرا تحية محبة لجميع جميع قراء الشعب.