دعا المختص في أمراض المعدة والأمعاء البروفيسور صالح أحمد، السلطات العمومية إلى إنشاء معهد وطني للتشخيص يتم من خلاله فحص السرطانات التي تمثل نسبة الشفاء منها 90 بالمائة في حال اكتشافها في وقت مبكر على رأسها سرطان القولون والمستقيم لدى الرجال وكذا سرطان الثدي بالنسبة للمرأة. أكد البروفيسور أحمد خلال ندوة نقاش نظمت، أمس، بمنتدى جريدة ديكانيوز أن سرطان القولون والمستقيم في الجزائر عرف انتشارا كبيرا لدى الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة بسبب غياب التشخيص المبكر، لا سيما وأن المرض صامت لا تظهر أعراضه إلا في مرحلة متأخرة، حيث يشعر المريض بآلام وخروج دم، مشيرا إلى أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يمكن أن يتسبب في الإصابة بالسرطان. وأضاف المختص أن سرطان القولون والمستقيم مشكل يهدد الصحة العمومية، حيث يعد ثالث سرطان يصيب الرجال بصفة كبيرة بعد سرطان البروستات، مشيرا الى أن حوالي مليون حالة يتم اكتشافها سنويا على المستوى الدولي، كما أن خطر الإصابة- على حد تعبيره- يتعلق بالأشخاص الذين تتعدى أعمارهم 50 سنة . وتساءل صالح أحمد عن سبب اهتمام السلطات العمومية بالتكفل وعلاج مرضى السرطان في حين يتم تسجيل إهمال كبير فيما يخص الجانب التشخيصي لهذه الأمراض التي تكلف الدولة أموالا طائلة، موضحا أن الاستثمار في التشخيص من السهل تطبيقه ولا يتطلب ميزانية ضخمة . من جهته أوضح المختص في الجراحة العامة بالمستشفى الجامعي باب الواد البروفيسور جمال بن عيبوش أن أحسن وسيلة لتفادي الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تكمن في القيام بالفحص عن طريق المنظار داعيا المواطنين إلى القيام بالتشخيص المبكر للوقاية من الموت بسبب اكتشاف الداء في مراحل متأخرة، حيث تصبح فرصة الشفاء مستحيلة. وأضاف أنه في حال تم اكتشاف السرطان في مراحل مبكرة قبل ظهور الأعراض في هذه الحالة لا يضطر المريض إلى تحمل العلاج الكيميائي والإشعاعي وإنما عن طريق القيام فقط باستئصال الورم الخبيث، كون الجراحة وحدها التي تتمكن من ضمان أحسن علاج للمصابين بالسرطان وقد تصل نسبة شفاءه إلى 100 بالمئة. ودعا البروفيسور بن عيبوش الأشخاص الذين لديهم قابلية وراثية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أن يقوموا بالفحص عن طريق المنظار ابتداء من سن البلوغ 18 سنة لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالداء.