يتحدث محمد هدير رئيس جمعية »جسور« للصداقة الجزائريةالأمريكية في هذا الحوار المقتضب الذي خص به جريدة »الشعب« على البدايات الأولى للجمعية وفكرة تأسيسها وكيف كانت نتيجة لقاءات متكررة ما بين أفراد الجالية الجزائرية المتواجدة بأمريكا لتصبح هيكلا قائما بحد ذاته يساهم في نشر الثقافة الجزائرية في وسط المجتمع الأمريكي ويعرف بموروثاته وكيف اصبحت تساهم في جلب السياح الأمريكيين إلى الجزائر وفي إعادة جزائريين إلى بلدهم بعد أن تشبثوا بفكرة اللارجوع لسنوات. ❊ كيف جاءت فكرة إنشاء جمعية جسور ومتى تأسست؟ فكرة تأسيس الجمعية جاءت بعد لقاءات متكررة بين أفراد من الجالية الجزائرية الموجودة بالولاياتالمتحدةالأمريكية والجمعية كانت نتيجة تقارب الأفكار والآراء بيننا .. عندما فكرنا في إنشاء جمعية كنا نريد أن نكون رسميين سواء مع الدولة الأمريكية لنعرف بأنفسنا أو مع الجزائر لتكون هيكلا يحمينا. والجمعية تأسست في 2002 من قبل جزائريين يقطنون في شيكاغو وكاليفورنيا وواشنطن نيويورك وتكساس. ❊ وكم عدد أعضاءها؟ إطاراتها غير محدودة، فمن بين مؤسسيها 120 مؤسسا حضروا الجمعية العامة والآن 9 في المكتب، إضافة إلى الرئيس والمنخرطين، لا نستطيع تحديد عددهم، فكل جزائري بالولاياتالمتحدة يملك الحق في أن يكون عضوا في الجمعية. ❊ وما هي أهداف الجمعية؟ أولا الجمعية ثقافية، من بين أهدافها التعريف بالثقافة الجزائرية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وخلق جو عائلي بين الأسر الجزائرية المتواجدة هناك وتقديم مساعدات للجالية الجزائرية وإيجاد نوع من التكفل لتوصيل الصوت الجزائري سواء لداخل الجزائر أو على المستوى الأمريكي. ❊ وكيف تقيمون عمل الجمعية منذ نشأتها إلى غاية اليوم؟ وان كانت لم تقدم الكثير إلا أن مساهمتها في إعادة عدد كبير من الجزائريين إلى وطنهم عن طريقها بعد أن كانوا يرفضون العودة لأسباب قاهرة أو برغبة منهم يعد انجازا مهما ويكفي كذلك أنها عرفت الكثير من الأمريكيين بالجزائر وصاروا اليوم بفضلها يبحثون عن بلد اسمه الجزائر سواء للاستثمار فيه أو لزيارات سياحية. ❊ راضون على ما قدمته الجمعية لحد الآن؟ لحد الساعة لسنا راضين، لكن نحاول العمل أكثر. ❊ هل هناك عراقيل تصطدم بها الجمعية أثناء أداء مهامها على اعتبار أن الغرب وأمريكا خاصة غيروا نظرتهم للعرب وللمسلمين بعد أحداث سبتمبر الأسود؟ لا لم نواجه أي عراقيل من طرف الإدارة الأمريكية فقط إذا واجهنا العراقيل فهنا لدى السفارة الجزائرية التي لا تستجيب لطلبات الجزائريين.. أتمنى أن تزول هذه العقليات والذهنيات تجاه الجالية الجزائرية المتواجدة بالخارج، عليهم أن يحترمونها ويقدرونها لأن أفرادها لا يطلبون قروضا أو سكنات، بل يريدون أن يجدوا ممثلا يستمع لانشغالاتهم لتسهيل أمورهم .. طلباتهم تختلف عن طلبات الجزائري بالداخل، فهم لا يبحثون عن دواء أو مسكن أو حل لمشاكلهم الاجتماعية، فبأمريكا كل شيء موجود وفيها كل ما يخطر على البال، فقط يريدون عندما يطلبوا وثيقة رسمية أو تجديد بطاقة الإقامة أو بطاقة التعريف الوطنية أن يستجاب لهم في الوقت المناسب. ❊ ولكن الجمعيات مثل جمعيتكم تعد حلقة وصل بين المواطن ودولته ومن المفروض أن تقوم باتصالات مع السلطات المعنية لتذليل مثل تلك الصعوبات والمشاكل ما ردكم؟ طبعا بالأمس فقط كنت أتحدث مع القنصل الجزائري 20 مرة الهاتف يرن ولم يرد بينما عندما تكلم البنتاغون في الخارجية الأمريكية يكلمك ويستجيب لك ويبعث لك ايميل هنا حتى الايميل لا يستعملونه. ❊ لكن هذا لا يعني أنه لن يكون للجمعية تحديات سترفعها مستقبلا وستناضل من اجل تحقيقها؟ بالطبع، فالجمعية ستسعى لان يكون لها تأثير سواء في السياسة الأمريكية أو في الجزائر وان ترجع قيمة الجالية الجزائرية في بلدها حتى يسمع صوتها، كما نريد إعادة ثقة المواطن الجزائري في بلده حتى لا تبقى تلك الصورة النمطية بان الجزائري لا يرغب في العودة لوطنه ولا يهمه شأنه أو لا يرغب في المساهمة في صنع قراراته.