تباينت نسب المشاركة في رئاسيات الخميس الماضي من ولاية إلى أخرى، ولكن في اتجاه مرتفع، ومرتفع جدا في بعض الولايات وحصد الرئيس بوتفليقة الأغلبية الساحقة لأصوات الناخبين في كل الولايات بدون إستثناء. ووفقا لأرقام وزارة الداخلية والجماعات المحلية، فإن نسبة المشاركة التي تعدت 74٪ في المتوسط، تجاوزت النسبة فيها 90٪ في سبع ولايات من الوطن، وبلغت أقصاها في ولاية خنشلة ب 42,97٪ بينما تعدت النسبة 80٪ في عشرين ولاية، كان أعلاها في ولاية تندوف ب75,88 ٪، أما أدنى نسبة مشاركة فقد عادت إلى ولاية بجاية ب 36,29٪ تليها تيزي وزو ب75,30 ٪ ثم بومرداس بنسبة 95,56٪، وهي مناطق معروفة بعزوفها عن التوجه نحو صناديق الإقتراع، خاصة في غياب أحزابها التقليدية مثل جبهة القوى الإشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المقاطعان للانتخابات الرئاسية التي جرت قبل أيام. هذه المرة وخلافا للمواعيد السياسية السابقة، فقد سجلت المدن الكبرى مشاركة هامة في هذا الاقتراع، وذلك استنادا دائما إلى الأرقام الرسمية التي بينت أن العاصمة على سبيل المثال التي عادة ما سجلت تخلفها في معظم الاستحقاقات ولاسيما الأخيرة منها، إرتفعت نسبة المشاركة فيها يوم الخميس الماضي إلى 76,64٪ ونفس الملاحظة بالنسبة لمدن كبرى أخرى مثل قسنطينة ب06,69 ٪ ووهران ب 34,67٪ وعنابة ب22,80 ٪. أما ولايات الجنوب والهضاب العليا، فقد ظلت دائما وفية لآداء واجبها الوطني، حيث لم تهبط عن نسبة 70٪ وتجاوزت في بعض الولايات 95٪، بينما تراوحت نسب المشاركة في ولايات الغرب والشرق ما بين أكثر من 73٪ إلى أكثر من 97٪ المسجلة في إحدى ولايات الشرق أي خنشلة. هذا فيما يتعلق بنسبة المشاركة في إقتراع رئاسيات 2009 التي كانت تمثل إحدى تحديات السلطة خشية من عزوف محتمل، لكن المشاركة القياسية نسبيا فنّدت هذه المزاعم. أما عن حصة كل مترشح من المترشحين الستة في هذه الرئاسيات، فإن قراءة سريعة لأرقام وزارة الداخلية تبين أن من كان يملك حظوظا أوفر للظفر بكرسي الرئاسية، قد حصد معظم أصوات الناخبين الذين توجهوا إلى صناديق الإقتراع يوم الخميس والمقدر عددهم بأزيد من 15 مليون ناخب من أدرار إلى غليزان، عبد العزيز بوتفليقة إحتل مقدمة الترتيب ب24,90 ٪ والأكثر من هذا أنه لا مجال للمقارنة بين عدد الأصوات الإجمالية التي تحصل عليها والمقدرة بأزيد من اثني عشرة مليون صوت وبين باقي المترشحين الخمسة الذين تقاسم فيما بينهم حوالي 5,1 مليون صوت، عاد النصيب الأكبر منها إلى صاحبة المرتبة الثانية السيدة لويزة حنون بأزيد من 600 ألف صوت، وبنسبة تعادل 22,4٪. تحصل الرئيس بوتفليقة على نسبة تفوق 90٪ في 32 ولاية من بين ال48 ولاية وأعلى نسبة سجلت في الجلفة ب50,96 ٪، تليها تبسة ب47,96 ٪ وخنشلة ب31,96 ٪ وتمنراست ب21,96 ٪، أما أدنى نسبة وإن كانت مرتفعة جدا فقد تحصلت عليها ولاية بجاية ب82,80 ٪ بينما المشاركون في العاصمة أعطوه أصواتا تعادل 96,81 أقل من تلك التي منحوه إياها سكان ولاية تيزي وزو المقدرة ب39,85 ، وهذا كان منتظرا بالنظر إلى حفاوة الاستقبال الذي حظي به خلال زيارته لها أثناء الحملة الانتخابية ونشط فيها تجمعا شعبيا وصف من بين أقوى التجمعات. مرشحة حزب العمال، السيدة لويزة حنون، تحصلت على أعلى نسبة لها في ولاية بجاية ب 49,11٪ تليها تيزي وزو ب 81,8٪ وبومرداس ب88,8 ٪ والجزائر ب29,8 ٪، وان كانت النسبة الأخيرة تعد إلى حد ما عادية نظرا لتمركز الحزب في العاصمة، فإن ما يثير الإستغراب والدهشة أن الولايات التي منحت حنون أكثر الأصوات مقارنة مع بقية الولاية هي تلك المحسوبة على منطقة القبائل الكبرى والصغرى، مما يعطي الإنطباع على أن ممثلة حزب العمال استطاعت خلال السنوات الماضية دعم قواعدها الشعبية ف يهذه المنطقة وتمكنت أن تكسب ولو بصفة نسبية ثقة أهالي المنطقة، خاصة وأن حنون كانت دائما تدافع عن الأمازيغية كلغة ليست فقط وطنية وإنما رسمية أيضا. لكن حنون التي اخترقت حصن منطقة القبائل، فشلت في استمالة أبناء منطقتها جيجل، حيث لم تحز إلا على 33,3٪ من أصوات الناخبين، في حين أن ولايات مثل ڤالمة وقسنطينة وبنسبة أقل في عنابة وسطيف وبرج بوعريريج منحتها أصواتا ناهزت على التوالي 27,7٪ و67,7٪ و82,6٪ و31,5٪ و17,5٪. موسى تواتي الذي حاز على أصوات بنسبة 31,2٪ من عدد الناخبين، فإن أعلى نسبة سجلها كانت في جيجل ب42,9 ٪ تليها الجزائر ب 70,4٪ والبليدة ب 39,4٪ والشلف ب 37,4٪، بينما لم تمنحه المدية سوى 98,2٪، وأضعف نسبة تحصل عليها كانت في النعامة. محمد جهيد يونسي، مرشح حركة الإصلاح، المتحصل على المرتبة الرابعة ب37,1٪ لم يحز على نسبة تفوق 2٪ إلا في ثلاث ولايات فقط وهي الأعلى، حيث منحته ڤالمة ولايته الأصلية أعلى معدل ب 59,2٪، تليها كل من عنابة وبومرداس ب29,2 ٪ في كل منهما، باقي النسب ضعيفة جدا أدناها في ولاية تمنراست ب44,0 ٪. أما علي فوزي رباعين، مرشح عهد ,54 فإن مشاركته الثانية في الرئاسيات لم تمنحه سوى 93,0٪ من الأصوات حاز على أعلاها في جيجل ب3,2 ٪، بينما أحتل بلعيد محمد السعيد المرتبة الأخيرة بحصوله على نسبة 92,0٪ كانت أعلاها في ولاية بجاية ب 38,2٪ ثم تليها بومرداس ب83,1 ٪ وتيزي وزو ب77,1٪. قراءة الأرقام الخاصة بنتائج الرئاسيات تبين وجود تفاوت في نسب المشاركة بين الولايات وتباين كبير في عدد الأصوات المحصل عليها لكل مترشح خاصة بين الأول، أي بوتفليقة وبقية المترشحين.