تقابو: السكان والأعيان يلقنون درسا في الوحدة الوطنية صنعت غرداية أفراح الجزائر مجددا، بمناسبة احتضانها الطبعة 48 لعيد الزربية، مقدمة بذلك درسا في الوحدة الوطنية لكل من راهن على سكانها لضرب استقرار الجزائر. محاولات باءت بالفشل بعد ارتطامها بحائط إرادة «الغرداويين» لتجاوز مرحلة أليمة، ورفض استعمالهم لإشغال نار الفتنة وضرب وحدة واستقرار البلاد. ارتدت غرداية حلة خاصة بمناسبة احتضانها عيد الزربية، إحدى أهم الصناعات التقليدية التي تزخر بها المنطقة، فاتحة أبوابها أمام ضيوف قدموا من ولايات تمثل كل ربوع الوطن، لعرض منتوجات تقليدية تعكس الثراء الثقافي الذي تزخر به كل منطقة في الجزائر. الحدث، الذي أشرف على انطلاقه، أمس الأول، وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية عمر غول، رفقة الوزيرة المنتدبة المكلفة بالصناعة التقليدية عائشة تغابو، بمعية والي الولاية مشري، هو أحسن رد على مدى التلاحم والتمساك بين أبناء الولاية، وأكثر من ذلك عزيمة سكانها على التأسيس لمرحلة سكينة وأمن، لاسيما وأنهم يجمعون على أنها ستكون قطبا تجاريا وطبيا بامتياز لموقعها الاستراتيجي ولقدرات أبناء المنطقة في مختلف المجالات. وقال غول خلال مهرجان شعبي احتضنه الشارع الرئيس، بحضور السلطات العمومية والعسكرية والأمنية، إلى جانب الأعيان، تم استعراض فيه مختلف الصناعات التقليدية للولايات المشاركة وعددها 32، «غرداية تصنع الوحدة الوطنية، بهذا التلاحم والصنيع الذي يفرح الجزائر»، مضيفا «بهذا العرس غرداية تودع أيام الحزن وتستعيد عافيتها، وتلقن الطامعين في ضرب الجزائر درسا مفاده أن الجزائر واقفة وبخير». وبعد أن ثمّن جهود والي الولاية في إنجاح الحدث، مبديا ارتياحه لجمع شمل الغرداويين وأعيان المنطقة، أفاد «مفرح جدا أن غرداية بأطيافها وتنوعها تحتفي بعيد الزربية، عشت معهم مرارة الحرقة وجمرة التآكل الداخلي والتراشق السلبي، وكيف كادت أن تحترق الجزائر، من خلال محاولة حرق غرداية»، مستطردا في السياق «لقد جلست وسط وجوه بائسة حزينة للوضع قبل سنة، واليوم أجلس مجددا بين سكانها مجموعين، وأشعر بالسعادة». وخلص إلى القول: «ما يفرح غرداية، والوطن، وكل الشعب الجزائري، يغيظ الكثير من المتربصين والماكرين والطامعين، بأن تدخل الجزائر في سياق هول الأحداث». ولم يفوت المناسبة، ليذكر بأنّ عودة الهدوء والاستقرار وتجاوز المرحلة الأليمة التي عاشتها الولاية، تعود إلى «العناية الخاصة والحكمة الكبيرة، وكذا التوجيهات الصائبة، والمتابعة الشخصية لرئيس الجمهورية والحكومة بإشراف الوزير الأول عبد المالك سلال، وجهود الجيش الوطني الشعبي وكل الأسلاك الأمنية التي تمكنت من احتواء الوضع»، كما ثمّن حرص وجهود أعيان المنطقة والمنتخبين المحليين والسكان عموما، الذين وضعوا مصلحة الجزائر قبل كل شيء». واعتبر وزير تهيئة الإقليم والسياحة والصناعة التقليدية في سياق متصل، «أن ما حدث درس مفيد للجميع لعدم العودة لما جرى». كما أنه بمثابة «مكسب ثمين لابد الحفاظ عليه»، داعيا إلى «عدم الالتفات إلى الأزمات، وإنما إلى أفراح الجزائر وإلى طي الصفحات الأليمة والمشينة التي عثرت مسيرتنا». العرس أضاف يقول «أحسن جوال وأجمل صورة وأحسن ردّ في الداخل والخارج مفاده، أن الجزائر واحدة وموحدة وتجسد طموحاتها، شعبها واعٍ ويقظ، وأن مؤسساتها قوية وساهرة وصامدة وعلى رأسها رئاسة الجمهورية والمؤسسة العسكرية». وفي كلام وجهه إلى المتربصين بها قال، «فليكتبوا ويقولوا ويصرحوا ويصوروا ما شاءوا». وبعدما ذكر بأبرز التحديات ممثلة في الأمني والغذائي والطاقوي والمائي والاقتصادي، لم يغفل غول تحدّياً آخر لا يقل أهمية، ممثلا في الحفاظ على الريادة في المنطقة، التي تقوي حصانتها ومناعتها وسيادتها ووحدتها وتماسكها، وحالت دون تضررها من ربيع الدم العربي». ورغم أنه أريد لها أن تتدخل في شؤون دول أخرى، إلا أن الجزائر وفيّة لدستورها والتزاماتها لم تتدخل، إضافة إلى الحملات التي تستهدف مؤسساتها وقيادة الوطن، إننا في الطريق الصحيح، لم نركع لأحد وأوفياء لدماء الشهداء». ورافع ذات الوزير في سياق حديثه عن القدرات التي تزخر بها غرداية، لقطب سياحي بامتياز، ميزته سياحة الأعمال والمؤتمرات، وكذا السياحة الثقافية والتقاليد الاجتماعية تتماشى وخصوصية المنطقة لعمق المجتمع، مؤكدا أن القطاع سيستلم 100 ألف سرير، يقابله 100 ألف منصب شغل جديد، على أن تشهد 2016 انطلاق 3 آلاف مشروع للوصول إلى 500 آلاف سرير، وفرة في الطلب سيترتب عنها انخفاض في الأسعار وجودة في الخدمات المقدمة». من جهتها الوزيرة المنتدبة عائشة تقابو، اعتبرت التظاهرة مناسبة للتواصل والأخوة. وغرداية أعطت بذلك درسا للخارج والداخل بمشاهد صنعها أبناؤها عربا وميزابا»، مؤكدة أن التظاهرة تكتسي أهمية بالغة لما لها من انعكاس إيجابي في تحريك عجلة التنمية والاقتصاد ومد جسور التواصل بين مجتمع غردايةوالجزائر عموما». وأفادت تقابو، «الزربية من أعرق وأقدم الصناعات التقليدية، وتعمل الدائرة الوزارية من أجل إيلائها كل العناية»، كاشفة عن «إحصاء 5400 حرفي، وتكوين 630 حرفي»، مذكرة في السياق بفتح مراكز لدمغ الزربية لتسهيل تسويق المنتوج داخل وخارج الوطن، والتحضير لإبرام اتفاق من الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، لتزويد الحرفيين بأجود أنواع الصوف. 8 آلاف مليار سنتيم للتهيئة من جهته والي ولاية غرداية، حرص على التعبير عن ارتياحه للعيد البهيج الذي اختلط فيه العربي والميزابي، واصفا إياه بالصورة الجميلة والمعبّرة، التي تحمل رسالة إلى الرأي العالمي، أن الجزائر بخير، بفضل القرار الجريئ والشجاع لرئيس الجمهورية، «بوضع غرداية أمنيا تحت السلطة العسكرية للولاية الرابعة، منوّها بجهود الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، وبجهود أبنائها الغيورين على البلاد، دونما تفويت الفرصة للتأكيد بأن الحركية «نتيجة وبفضل العزيمة ومحاربة الفكر المتعصب والمتحجر العقيم». ولاية غرداية استعادت أمنها واستقرارها وسكينتها بفضل الجهود الجبارة للسلطات العمومية، لإنعاش التنمية وتحقيق الإقلاع الاقتصادي أضاف يقول المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي على مستوى الولاية «بعد ركود وجمود بأتمّ معنى الكلمة انجرّ عن أحداث بريان لعام 2008، لتستعيد أمنها واستقرارها وتنميتها المحلية في فترة قصيرة، بإطلاق المشاريع المجمدة والمعطلة، بينها إنجاز 5 مستشفيات، حيث استفاد قطاع الصحة من 250 مليار سنتيم، ورصد 150 مليار سنتيم للكهرباء الفلاحية، إلى جانب إحصاء 5 مناطق للتوسع السياحي. كما استفاد المواطنون من 30 ألف قطعة أرضية، و100 مليون سنتيم إعانة، مصنّفا ذلك في خانة «الثورة الحقيقية لتحسين معيشة المواطن»، بالإضافة إلى رصد 8 آلاف مليار سنتيم لتهيئتها. غرداية رغم ما قال وما يُشاع، بخير وتخوض ثورة تنموية وسجلت مشاركة 120 حرفي جاءوا من مختلف ولايات الوطن لعرض منتوجاتهم التقليدية في معرض خاص أقيم بالمناسبة.