رافع الأساتذة والباحثون في الندوة الدولية المنظمة بمعهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أمس، لعلاقات استراتيجية بين الصينوالجزائر التي ظلت دوما محل تطور ولم تعرف أي طارئ واهتزاز. وهي علاقات تعود إلى زمن بعيد، حيث كانت الصين المساند القوي للثورة التحريرية وممونها الأساسي بالعتاد، ورافقت البلاد في مختلف مراحل التطور والبناء محتلة أولى المراتب في مشاريع الشراكة والاستثمار. أبرز المتدخلون في الندوة التي نظمها مخبر البحوث والدراسات الاستراتيجية في العلاقات الدولية لكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3 بالتعاون مع جمعية الصداقة الجزائرالصين، الحاجة الملحة لعلاقات قوية بين البلدين اللذين يتقاسمان المبادئ والقيم ويحملان نفس الرؤى والمقاربات في معالجة القضايا الدولية وتسويتها بالتي هي أحسن بعيدا عن التدخل العسكري واملاءات الخارج ووصفاته. ذكّر بهذا الدكتور رابح شريط، رئيس جامعة الجزائر 3، معيدا إلى الأذهان أهمية الندوة التي تنظم في الاحتفالية باليوم الوطني للطالب، تطبيقا لبرنامج علمي معرفي يطلع الطلبة بآخر المستجدات في العلاقات الدولية وسياسة الجزائر الخارجية وتحركها في محيطها الإقليمي والدولي المتغير. وقال شريط، أن الندوة من صميم مهام الجامعة التي تثبت بالملموس مدى اندماجها في الحياة الاقتصادية، وهي طرف أساسي في معادلة البناء والتطور بصفتها قاطرة المجتمع ومحركة التغيير. وتوقف الدكتور بلقاسم ايراتني، عند خصوصية العلاقات الجزائريةالصينية التي فتح ملفها مخبر البحوث والدراسات، مشيرا إلى طريق الحرير الذي يعود إلى الواجهة لنقل الأفكار والعلم والتكنولوجيا، معتمدا على قيم التضامن والصداقة والسلم، وهي من ثوابت سياستي البلدين على ممر العصور والأزمنة. الدكتور عمار جمال في كلمة مختصرة، فضّل الحديث عن دور المخبر الذي يديره منذ ثلاث سنوات، وهو معهد وضع نصب الاهتمام الندوات الفكرية منها التي نظمت، أمس، حول العلاقات الجزائريةالصينية التي يمكن اعتبارها مرجعية للحوار جنوب جنوب. وهو حوار يؤسس لشراكة متوازنة المصالح متقاسمة الأعباء، شراكة يرى كل طرف فيها أنه مستفيد ويعمل ما في المقدرة من أجل دوامها وتقويتها وتوسعها إلى مجالات تطالب بها المرحلة، ويستدعيها الظرف السريع التغيير. بدوره أعطى الدكتور إسماعيل دبش، قراءة في العلاقات الجزائريةالصينية ماضيا، حاضرا ومستقبلا، مقدما الأبعاد والدلالات، وأعطى الدكتور وهو رئيس جمعية الصداقة الجزائرالصين أرقاما عن مكاسب وإنجازات الشراكة الاستراتيجية التي عززها طريق الحرير، الذي تراهن بكين عليه في مد روابط متعددة الأوجه في عالم القرية الواحدة التي يحكمها الاقتصاد والتكنولوجيا ويوجهها. وقدر حجم التبادل التجاري والاستثماري الصينيبالجزائر 12 مليار دولار، وهو مرشح للارتفاع بحكم المشاريع الكبيرة قيد الإنجاز والصفقات المبرمة في مجالات عدة. وهي مشاريع تثبت بحق صدق بكين وارادتها في ترسيخ علاقات تعاون مع الجزائر التي رافقتها دوما في التحرر والبناء. ما يثبت ذلك إنجاز الصين محطة تكرير البترول بأدرار وقرارها بإنجاز مصنعين آخرين لنفس الاختصاص بسكيكدة وتيارت، عكس ما ظلت تسير عليه الدول الغربية التي اكتفت باستغلال النفط الجزائري مادة خام، دون تكليف نفسها عناء الاجتهاد لإنجاز معامل محروقات. هو نفس الموقف الذي أبدته هذه الدول، التي تحفظت عن اقامة معامل تكنولوجيا ببلادنا تستخدم في إنتاج الطاقات الشمسية في إطار مشروع «ديزرتاك».