نظمت مديرية الصيد البحري لولاية قالمة، أمس، ورشة وطنية حول تربية المائيات في المياه العذبة والحموية بقاعة المحاضرات ساسي بن حملة جامعة قالمة، شارك فيها متعاملون اقتصاديون وخبراء ومختصون من مختلف جامعات ولايات الوطن ومراكز البحث من أجل إثراء فعاليات الورشة الوطنية لنشر ثقافة تربية الأسماك وسط الفلاحين وتشجيعهم على الانخراط في عملية استزراع الأحواض المائية المخصصة للسقي. أوضحت نسيمة عبداوي المدير العام للغرفة التجارية للصيد البحري وتربية المائيات أن فعاليات الورشة الوطنية ذات أهمية قصوى لما تحتويه من مواضيع مختلفة ومتشبعة تهدف لتطوير تربية المائيات في المياه العذبة والحموية، هذا المورد الطبيعي الذي تزخر بها بلادنا وخاصة ولاية قالمة يتطلب تنسيقا وتثمينا بين القطاعات، لنتعرف على هذه المنابع وقدرتها والقوانين المسيرة لها بالنظر لكيفية استغلالها في تربية المائيات . وأضافت بأن الورشة ستقدم عدة إجابات تطبيقية ميدانية حول الموضوع لأن الآراء العلمية لتربية المائيات تؤمن الأسس اللازمة لاتخاذ القرارات على بصيرة عندما يتعلق الأمر بإعداد سياسة خاصة لممارسة تربية المائيات.كون هذه الشعبة تكتسي أهمية بالنظر إلى قدراتها ومساهمتها في بعث النشاط الاقتصادي للسكان المحليين والأرياف من خلال استحداث مناصب الشغل والمحافظة عليها في قطاع مستديم على الصعيد الاجتماعي والبيئي وخلق قطب اقتصادي بغرض التصدير خارج المحروقات. وفي السياق، أكدت بأن الأبعاد العملياتية للإستراتيجية الخاصة بالقطاع مكنت بتجهيزه بالوسائل الهيكلية والعملياتية اللازمة لخلق الحركية لتنمية مستدامة عصرية وفعالة للاقتصاد القائم على تربية المائيات الرامية إلى المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي وكذا تطوير الاقتصاد المنتج. وبالأرقام كشفت ذات المتحدث، بأن قطاع الصيد البحري وتربية المائيات وفي إطار برنامج الحكومة لتعزيز الاقتصاد الوطني، سطر محاور للمخطط الخماسي 2015 – 2019 يسير وفقا لخطة استشرافية مجسدة في مخطط (أكواباش 2020 ) الذي يهدف في شقه المتعلق بتربية المائيات في المياه العذبة إلى إنتاج يقدر ب 20000 طن واستحداث 20000 منصب شغل عبر410 مشروعا. وعليه، قالت إنه من خلال الإنجازات المحققة فقد عرف القطاع زيادة في حجم إنتاج أسماك المياه العذبة من سنة إلى أخرى، وزيادة عدد العاملين في هذه الشعبة خاصة من فئة الشباب وإقبالهم على الاستفادة من دورات تكوينية وكذا بروز بعض النشاطات الملحقة سواء في مجال التسويق أو التحويل أو ورشات بناء السفن. ومن جانبه، أكد بوتوشنت توفيق المدير الفرعي لتهيئة مواقع تربية المائيات ل «الشعب» بأن تربية المائيات في المياه العذبة لها أهمية في استحداث مناصب الشغل، وتثمين المياه للسقي وتربية الأسماك بغية الخروج بإنتاج وفير. وأشار إلى أن العمل يتم من خلال توزيع المشاريع على أربعة شعب منها تربية أسماك المياه العذبة في الأقفاص العائمة على مستوى السدود والحواجز المائية، وكذا إنشاء مزارع لتربية أسماك الجمبري بالمياه العذبة (البرك والأحواض)، بالإضافة إلى الصيد القاري ، والتربية السمكية المدمجة مع الفلاحة في المناطق الريفية. ولتحقيق ذلك أكد على ضرورة تكثيف الجهود لغرض مضاعفة الإنتاج من خلال استثمارات الخواص، ودعا لخلق شبكة ( أكوامائد ) تضم باحثين ومستثمرين بالتعاون مع السلطات المحلية من أجل العمل على تطوير البرنامج ليشمل كل ولايات الوطن، وحسب خصوصية وقدرات كل منطقة. وفي سياق آخر، وحول إمكانية الطاقة الباطنية في الوطن وما يخص الجو الحراري، أوضح الخبير آيت وعلي عبد القادر من مركز تطوير الطاقات المتجددة بالجزائر ل «الشعب» بأن هناك 200 منبع جو حراري في شمال الجزائر تتراوح درجة الحرارة بين 24 درجة مئوية إلى 94 درجة. وأما بخصوص الجنوب الجزائري فأكد أن هناك خزانا مائيا بأكثر من 600 كلم مربع ذو درجة حرارة تتراوح بين 55 إلى 60 درجة، وقال إن مركز هذه الطاقة الحرارية الجوفية لها تطبيق مباشر في الفلاحة حيث تساهم في تسخين البيوت البلاستيكية في الفترة الباردة وتربية الأسماك.