واصل الجيش الليبي، أمس، حملته العسكرية ضد معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث شرع في مهاجمة معاقل المسلحين في مدينة درنة، شرق البلاد، بعد أن حقق تقدما كبيرا في كل من سيرت، بينما تتواصل الجهود الأممية للدفع بالعملية السياسية الليبية. شنت الطائرة «بي أن ميج 23» التابعة لسلاح الجو الليبي، الثلاثاء، أولى ضرباتها على معاقل الجماعات الإرهابية في مدينة درنة، حيث استهدفت «القذائف رتل سيارات تابع للتنظيمات الإرهابية بالقرب من كوبري الشواعر في مدينة درنة ودمرته بالكامل»، بحسب ما أكده، أمس، مدير المكتب الإعلامي في قاعدة الأبرق الجوية علي بوستة. يذكر، أن الطائرة «بي أن ميغ 23» التابعة للجيش الليبي، كانت قد أجرت أول طلعة جوية لها بعد صيانتها من قبل فنيي قاعدة الأبرق الموجودين في قاعدة بنينا الجوية في الأول من ماي الماضي، في سماء مدينة بنغازي شرق ليبيا، كما تعد أول قاذفة تنضم لمقاتلات سلاح الجو الليبي وستشارك في معارك ضد الجماعات الإرهابية في بنغازي ومعركة تحرير مدينة سرت الكبرى من تنظيم داعش الإرهابي. غارات على درنة شرعت القوات الليبية، منذ بداية شهر ماي الجاري، عمليات عسكرية واسعة من أجل تحرير المدن التي يسيطر عليها تنظيم داعش شمالا، شرقا وجنوب البلاد، حيث كانت مصادر ليبية قد أكدت أن التنظيم، الذي ولج البلاد منذ 2015، يسيطر بصورة كاملة على مدينة سرت، كما يبسط سيطرته على مساحة تتراوح بين 150 إلى 200 كلم من المناطق الساحلية حول سرت وجنوبا إلى بلدة أبو غرين بنحو 120 كلم. وعلى بعد 60 كلم عن مدينة مصراته وإلى الشرق، تقدم داعش نحو بوابات النفط الرئيسية في ليبيا، حيث تشير التقارير إلى «أنهم يعززون قواتهم في مدينة النوفلية، التي تبعد 40 كلم عن أهم منطقة نفطية» في ليبيا. من جهته عرف الجيش الليبي منذ بداية العمليات العسكرية ضد التنظيم الإرهابي في بداية الشهر الجاري «تحركات مكثفة»، حيث تمكن الجيش من السيطرة على المنطقة الممتدة من زلة إلى مرادة القريبة من مدينة سرت في اتجاه منطقة المثلث النفطي شرق ليبيا، في محاولة لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي بمدينة سيرت، فيما شنّت مقاتلات ليبية غارات على مواقع للمتشددين في درنة. وقال العقيد أحمد المسماري، الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي، إن الجيش «دفع بالكثير من الأسلحة والجنود لكي يحمي ظهر القوات التي ستهاجم داعش في سرت». وأضاف المسماري، أن «قوات الصاعقة إنتقلت إلى منطقة الهلال النفطي للبحث في إمكانية تأمين الطريق الساحلي لانتقال قوات الجيش عبره إلى مناطق هراوة وبن وجواد والنوفلية غرب مدينة رأس لانوف التي يسيطر عليها التنظيم». نجاح أو إخفاق الإتفاق السياسي بيد السياسيين بينما تتواصل الجهود الأممية من أجل إنجاح الإتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين، الموقع عليه في ديسمبر 2015، سيما بعد تشكيل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، حمّل رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر، القادة السياسيين في ليبيا مسؤولية نجاح أو إخفاق الإتفاق السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة. وقال كوبلر، «إن نجاح الإتفاق السياسي في ليبيا يحدده إلتزام القادة بما جرى الاتفاق عليه». كما طالب بإعطاء توجيهات للسفارات الليبية في الخارج بأن تتبع حكومة الوفاق الوطني وليس للحكومات الموازية. وضمت ألمانيا صوتها إلى الأممالمتحدة وجددت على لسان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، دعمها لحكومة الوفاق ورغبتها في استضافة المجلس الرئاسي الليبي للتباحث حول أوجه دعم الاستقرار في ليبيا». ودعا من جهته عضو مجلس النواب الليبي إبراهيم الزغيد، إلى تعديل الإتفاق السياسي والإعلان الدستوري، قبل التصويت على الحكومة وذلك بعد أن أخفق مجلس النواب الليبي خلال الفترة الماضية في عقد جلسة رسمية من أجل الموافقة على حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج وتعديل الإعلان الدستوري.