إن الحديث عن التشيع في الجزائر، وانتشار عصابات افتراضية على شبكات التواصل الاجتماعي تنشر الفكر المتطرف، أمور يجب أن نأخذها بمحمل الجد فالإرهاب حاليا أصبح العميل المجهول الذي قد ينفجر في أية لحظة بالنظر لقدرة التحولات السياسية التي تتميز بالنفاق والاقتصادية التي تتسم بالهمجية والاجتماعية المتواجدة فوق فوهة بركان والثقافية برسائلها المدمرة والإعلامية التضليلية على صناعة عمليات إرهابية بلوحة التحكم عن بعد ومن شباب تائه مستعد للانتقام من كل شيئا وضد الجميع وفي أي وقت. لقد ساهمت الأفكار الهدامة المستنبطة بتحريف الدين وسوء تأويله في تكوين جيل عنيف مستغلين فراغه الروحي،وانتشار المد الإرهابي في أوروبا، واستهداف الرعيل الجديد من الشباب الذي يعاني الاغتراب وعدم القدرة على الاندماج في المجتمعات الغربية التي فضحت نفسها من خلال تبنيها سياسات عنصرية ضد الأجانب وسقطت معها كل القيم التي تروج لها أرمادتها الإعلامية التي كانت تقدم المجتمعات الغربية على أنها مثالية ووصلت لنهاية التاريخ كما قال فوكوياما من خلال عولمة النظام الرأسمالي المبني على الحرية وحقوق الانسان وغيرها من الأفكار السامية التي تكشف النفاق الغربي في التعامل مع التحولات العالمية وخاصة تجاه العرب والمسلمين. لقد تحدث وزير الشؤون الدينية عن استهداف عقيدة الجزائريين من خلال الترويج لمعتقدات ومذاهب بعيدة كل البعد عن تعاليم الدين السمحى والهدف منها مثلما هو ظاهر في سوريا والعراق واليمن تدمير الشعوب بعد تدمير الدول من خلال إحياء النعرات الطائفية وزيادة الهوة بين المذهب الشيعي والسني، والترويج لمشاهد مرعبة من الحرب الدائرة في الفلوجة والتركيز عليها إعلاميا للتأكيد على الحشد الشعبي الشيعي يقوم بإعدامات في حق السنة وهو ما خلق جوا من الاحتقان والتشاحن بين أفراد الأمة الإسلامية التي تعيش انقسامات خطيرة وحتى الجانب الديني والعقائدي أصبح موجها من قبل جماعات ودوائر خفية قولبت الدين وجعلته سمّا خطيرا تدمر به العقول وتزيد فيه من حدة الاغتراب الديني والعقائدي، مع التأكيد على توغل التيار العلماني الذي يسيطر على الاقتصاد العالمي، وسعيه لفرض قيمه بطرق ملتوية زادت من حدة الفردانية في المجتمع والتركيز على المادة والاستهلاك وهو ما أدخل العالم في دوامة من المشاكل الأخلاقية. لقد أصبح الإرهاب العميل المجهول بعد أن كان الحديث عن الجندي المجهول، والجزائر أصبحت من أكثر الدول المستهدفة لتعميم الفوضى، فالجزائر التي تتعرض لمؤامرة استنزاف لأمنها وبشهادة كبار الصحافيين العرب كعبد الباري عطوان يجب أن تستثمر في الداخل وعدم الثقة في نفاق الكثير من العواصم التي تتحرج من مواقف الجزائر خاصة تجاه ما يسمى الإرهاب.