أنظار العالم ستكون مصوّبة، غدا، الى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية التي تحتضن الألعاب الأولمبية 2016، وهذا بملعب ماراكانا الشهير الذي احتضن العديد من المناسبات في كأس العالم لكرة القدم، وحدّد حفل الافتتاح، على الساعة منتصف الليل، بتوقيت الجزائر، حيث تؤكد المعلومات الواردة من “ريو” أن الحفل سيكون مميّزا في بلد الصامبا والذي سيستغرق حوالي 3 ساعات ونصف لتقديم كل العروض التي تم تحضيرها تحت عنوان “الفرح والتفاؤل”. ينتظر أن يعرف الحفل متابعة كبيرة في مختلف أرجاء العالم بفضل النقل التلفزي، والاحتمالات حدّدت عدد المتفرجين الى حوالي 1 مليار مشاهد، ليلة يوم الجمعة، .. ذلك أن الألوان و مختلف اللّوحات الفنية ستطبع الحفل قبل دخول الوفود المشاركة في استعراض سيكون في قمة البهجة. فالألعاب الأولمبية هي أكبر موعد لكل رياضي في العالم كون الميدالية الأولمبية هي حلم كل رياضي من المستوى العالي في كل الاختصاصات .. لذلك، فإن التنافس سيكون على أشدّه للتألق وفرض الوجود والتحدي .. مع العلم أن الميدالية الأولمبية “ تصنع” بالنسبة للرياضيين، على مرور سنوات عديدة من التدريبات والتضحيات. كانت عدة أخبار قبل انطلاق الموعد قد تركزت على موضوع مشاركة الرياضيين الروس بسبب قضية تناول المنشطات، أين كانت اللجنة الأولمبية الدولية قد أعطت للاتحاديات الدولية في مختلف الرياضات الضوء الأخضر للبت في مسألة الرياضيين الروس. الجزائر .. رقم قياسي في عدد الرياضيين المشاركين الجزائر تشارك في موعد ريو للمرة ال 13 في الألعاب الأولمبية برقم قياسي في عدد الرياضيين الذين ضمنوا حضورهم في الموعد بإجمالي 64 رياضيا، الأمر الذي يقدم لهم حظوظا كبيرة لمحاولة الفوز بأكبر عدد من الميداليات. خلال الندوة الصحفية التي عقدها رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى براف قبل سفر البعثة الى ريو، أشار الى أن تقديرات الاتحاديات تمحورت حول 4 ميداليات ممكنة بدون تحديد لونها .. ومن الممكن جدا أن تكون رياضات ألعاب القوى، الملاكمة والجيدو في مقدمة الاختصاصات التي يمكن للجزائر الفوز بميدالية فيها، كون هذه الاختصاصات فازت فيما قبل بميداليات في الألعاب الأولمبية. من دون شك ينتظر أن يتألق العداء توفيق مخلوفي في هذه الدورة التي يدخل فيها بصفته حامل اللقب الأولمبي في اختصاص ال 1500 م، بالرغم من انه لم يختار لحد الأن إن كان سينافس في ال 800 م .. و سيصل الى ريو، غدا الجمعة، بحسب ما تأكد من أعضاء البعثة الجزائرية في البرازيل لمواصلة التحضيرات المكثفة التي أجراها لحد الأن، والتي مكّنته من الصعود التدريجي في المستوى الذي قد يصل الى رقم مميّز خلال المنافسة الرسمية. كما أن عداء العشاري بورعدة ينتظر منه الكثير خلال هذا الموعد، خاصة وأن الأرقام التي حقّقها مشجعة للغاية .. وأشار انه مستعد للتحدي بالرغم من المنافسة الشديدة التي تطبع منافسات هذا الاختصاص. حظوظ كبيرة في ألعاب القوى، الملاكمة والجيدو أما الرياضة التي أعطت أولى الميداليات الأولمبية للجزائر، وهي الملاكمة فإن كل الامكانيات قدمت للملاكمين من أجل التحضير بشكل جيد، كونهم سينتقلون الى ريو، بعد تربص دام عدة أيام بكولورادو، بالولايات المتحدةالأمريكية، الأمر الذي يكون قد حسّن بشكل كبير برنامج التحضير .. وكل الأنظار ستكون موّجهة نحو نائب بطل العالم محمد فليسي الذي تحذوه عزيمة كبيرة للفوز بميدالية أولمبية بالنظر للمستوى الذي يتمتع به و الخبرة التي اكتسبها في المنافسات الرسمية التي خاضها .. كما أن مشاركة المنتخب الوطني للملاكمة ب 8 ملاكمين يرفع من حظوظ الجزائر لامكانية الفوز بميدالية على الأقل في هذه الرياضة أما الجيدو، فإن أمالا معلقة على مصارعينا الذين استفادوا من تربص بساو باولو البرازيلية قبل تنقلهم الى ريو و الذي مكنهم من تحسين مستواهم التنافسي قبل دخول الألعاب .. أين يكون المصارع بن عمادي في مقدمة حظوظ المنتخب الجزائري، كونه يتمتع بخبرة كبيرة ويحمل مشاركات إفريقية وعالمية عديدة قد تعطيه نقاطا إضافية في المنافسة الأولمبية. كرة القدم .. البداية أمام الهندوراس يبقى حضور المنتخب الأولمبي لكرة القدم يصنع الحدث بالنسبة للمشاركة الجزائرية في هذا الموعد بريو دي جانيرو، كون كرة القدم الجزائرية لم تحضر الألعاب الأولمبية، منذ دورة موسكو عام 1980، أي بعد 36 سنة كاملة. وبالتالي، فإن أمالا كبيرة معلقة على أشبال المدرب شورمان لمحاولة رفع التحدي والمنافسة على تخطي الدور الأول، في مجموعة صعبة للغاية تضم كل من الهندوراس، البرتغال والأرجنتين .. والبداية بالنسبة ل “الخضر” تكون صباح اليوم أمام الهندوراس، أي قبل يوم من افتتاح الألعاب الأولمبية. أكد الناخب الوطني أن أشباله سيسيرون المنافسة مقابلة بمقابلة، ولن يركزوا على مباراة الهندوراس فقط من أجل تسجيل أكبر عدد ممكن من النقاط التي تسمح لهم التأهل الى الدور الثاني. التحضيرات التي قام بها الفريق الوطني كانت مكثفة تخللتها العديد من المقابلات الودية آخرها كان خلال تربص إسبانيا، أين واجه الفريق الأولمبي الجزائري كل من فريقي فالنسيا و غرناطة ما سمح للطاقم الفني العمل على نقطة الانسجام، لا سيما والتشكيلة التي شاركت في البطولة الافريقة بالسينغال تغيّرت بنسبة 50 بالمائة، بحسب ما أكده لنا نائب الناخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت، وهذا بقدوم لاعبين قدموا الاضافة في الهجوم على غرار بونجاح وأيت عثمان. بتفاؤل كبير ينتظر أن يتألق رياضيونا في هذا الموعد الأولمبي والسير على خطى العديد من الرياضيين الجزائريين الذين تمكنوا من تسجيل حضورهم في أكبر محفل رياضي عالمي، حيث كانت البداية بأولى الميداليات الأولمبية من توقيع الملاكمين زاوي وموسى خلال أولمبياد لوس أنجلس، أين حققا الميدالية البرونزية كل واحد في وزنه، حيث كان الانجاز تاريخيا وفتح الأبواب أمام الرياضيين الأخرين وأعطاهم قوة معنوية كبيرة لامكانية التألق. ذهبيات بوالمرقة، مرسلي، سلطاني، بنيدة ومخلوفي ... أول ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية حصدتها البطلة حسيبة بوالمرقة في دورة برشلونة عام 1992 في سباق ال 1500 م، بعد سباق تاريخي تمكنت من رفع الراية الوطنية عاليا .. وتبقى لحظات تاريخية بالنسبة للرياضة الجزائرية .. وتمكن الملاكم حسين سلطاني من خطف ميدالية برونزية في نفس الدورة قبل أن يرتقي مستواه أكثر في دورة أطلنطا عام 1996 عندما أهدى المرحوم ميدالية ذهبية للجزائر ليصبح الرياضي الجزائري الوحيد لحد الأن الذي فاز بميداليتين أولمبيتين . خلال هذه الدورة عادت كذلك رياضة ألعاب القوى الجزائرية الى الواجهة، أين استطاع العداء نور الدين مرسلي من كسب الذهب في اختصاص ال 1500 م في سباق مميّز و تاريخي جسّد به سيطرته في هذه المسافة .. ونال الملاكم محمد بحاري الميدالية البرونزية خلال هذه الدورة. تبقى رياضة ألعاب القوى في المستوى واستمرت جني الثمار واعطاء الألقاب الأولمبية للرياضة الجزائرية عندما تمكنت العداءة نورية بنيدة مراح من خطف الذهب في دورة سيدني عام 2000 في اختصاص ال 1500 م كذلك، وحققت أنذاك مفاجأة كبيرة، كونها لم تكن مرشحة من طرف الاختصاصيين العالميين للتألق بهذه الدرجة .. وكتبت صفحة مشرقة أخرى للرياضة الجزائرية التي سجلت كذلك خلال هذه الألعاب نتائج باهرة ببروز كل من العداء سعيدي سياف الذي نال الفضة وعبد الرحمان حماد وسعيد قرني جبير وكذا الملاكم محمد علالو الذين فازوا بالميدالية البرونزية .. وقد كانت دورة سيدني موّفقة للغاية بالنسبة للرياضة الجزائرية التي كان ترتيبها مميّزا. بعد ذلك عرفت دورة أثينا تراجعا في النتائج عام 2004 حيث لم تنل الجزائر أية ميدالية في هذه الدورة، قبل أن تعود في دورة بكين عام 2008 الى البروز بفضل رياضة الجيدو، أين تمكن عمار بن يخلف من الفوز بالميدالية الفضية وصورية حداد خطف الميدالية البرونزية. أما في دورة لندن عام 2012، فإن رياضة ألعاب القوى كانت في الموعد مثلها البطل الأولمبي توفيق مخلوفي الذي أهدى للجزائر الميدالية الذهبية في سباق ال 1500م، أين أجرى منافسة تكتيكية من الطراز العالي وفاجأ كل منافسيه في الأمتار الأخيرة من السباق .. و سيكون مرة أخرى مخلوفي في الموعد خلال دورة ريو لمحاولة التأكيد على أنه الأقوى في هذه المنافسة. بمجموع 15 ميدالية، منها 5 ذهبية تدخل الجزائر ألعاب ريو دي جانيرو بطموحات كبيرة في عدة رياضات و برياضيين تمكنوا من اجراء تحضيرات في المستوى الذي سيسمح لهم بالمنافسة على المراتب الأولى .. خاصة و ان الأصداء الواردة من البرازيل تؤكد ان مختلف الفرق الوطنية في الرياضات ال 12 التي حضرت الجزائر بها للموعد يوجدون في ظروف جيدة ولا توجد أية اصابة.