وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن زيارة كوشنر تندرج في إطار ما يمكن وصفه "بخارطة الطريق" السورية/الفرنسية التي كانت اتفقت عليها باريس ودمشق قبل حوالي سنتين للبحث والتشاور في كل الملفات لا سيما عند المنعطفات الحاسمة. ويبحث الوزير الفرنسي مع الرئيس السوري بشار الأسد ملف عملية السلام وإيجاد حلول تهدئة بعد التصعيد المتزايد في المنطقة إثر التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بسبب اتهام إسرائيل سوريا بنقل صواريخ سكود إلى حزب الله في لبنان. كما يبحث الأسد مع وزير خارجية ألمانيا جيدو فيسترفيله الذي يصل إلى دمشق عملية السلام والأوضاع في المنطقة. ويصل فيسترفيله دمشق قادما من لبنان حيث أجرى محادثات مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان. وفي المقابل سيذهب كوشنر بعد دمشق إلى بيروت للقاء سليمان ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري. وقال الوزير الألماني إن جولته التي سيستكملها بزيارة الأردن ومصر "تهدف إلى السعي لإطلاق التسوية السلمية عبر المفاوضات في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى "أهمية أن تتولى قوى الاعتدال في المنطقة العمل على هذا المسار". وكان الرئيس السوري قد التقى السبت رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون كيري. واستمر اللقاء في العاصمة السورية قرابة ثلاث ساعات. وقال مصدر في دمشق إن اللقاء جاء ضمن معطيين هما: تجديد الرئيس الأميركي باراك أوباما العقوبات على سوريا هذا العام، والعقبات التي يطرحها الجمهوريون على تعيين السفير الأمريكي الجديد في دمشق روبرت فولك. وأظهر كيري حرصا في الماضي على استمرار الحوار مع دمشق ومحاولة إنهاء حالة عدم الثقة معها، خاصة أن الإدارة الأمريكية تعتقد ضرورة دعم سوريا عملية السلام التي تحاول إطلاقها في المنطقة، وبأهمية الدور السوري في العراق. وفي سياق التحركات الأوروبية في المنطقة وصل إلى القاهرة وزير خارجية إسبانيا في زيارة لمصر تستغرق يومين يستقبله خلالها الرئيس المصري حسني مبارك. ويجري موراتينوس محادثات مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط تتناول تبادل وجهات النظر بشأن آخر تطورات الوضع بالمنطقة خاصة عملية السلام في الشرق الأوسط والاتحاد من أجل المتوسط. وفي وقت سابق، دعا وزير الخارجية الإسباني من عمّان الفلسطينيين وإسرائيل إلى الانتقال من محادثات المقاربة إلى المفاوضات المباشرة، وقال إن العالم "ليس بوسعه الانتظار إلى الأبد" من أجل السلام في الشرق الأوسط. وأوضح خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني ناصر جودة بعد محادثات مع رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي أنه "حان الوقت لتسوية نهائية، وليس بوسع العالم الانتظار إلى الأبد". وأوضح موراتينوس أن الأمل في تحقيق "بعض التقدم" في محادثات المقاربة بين الفلسطينيين وإسرائيل كان أحد سببين للوقوف وراء تأجيل قمة الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة حتى نوفمبر ، بعد أن كانت مقررة في 7جوان.