كشفت الحقوقية والمناضلة الصحراوية أمينة باعلي، عن استمرار السلطات المغربية في ممارستها غير الإنسانية في حق الشعب الصحراوي من أساليب التعذيب والترهيب، مؤكدة أن حصار كبير يفرض على الإعلاميين الذين يسعون إلى نقل الواقع المعاش في المناطق المحتلة. خلال ندوة نقاش نظمها أمس منتدى جريدة «الشعب» حول «الجمهورية الصحراوية من محمد عبد العزيز إلى إبراهيم غالي.. المعركة متواصلة من أجل الاستقلال»، أكدت الحقوقية باعلي أن بعض وسائل الإعلام القادمة من مختلف دول العالم إلى المناطق الصحراوية المحتلة، لم تتمكن من تقديم الوجه الحقيقي ونقل صورة واقعية عن الانتهاكات التي تمارسها السلطات المغربية في حق الشعب الصحراوي. وأضافت المناضلة باعلي في ذات السياق، أن الاستعمار المغربي استعمل كافة الطرق العنيفة لمضايقة الصحفيين عن أداء مهمتهم في الكشف عن الحقائق وتنوير الرأي العام الدولي، من خلال تعرض المادة الإعلامية للإتلاف والحرق، مشيرة إلى أن الانتهاكات الممارسة في حق الإعلاميين داخل الأراضي الصحراوية المحتلة وصلت إلى حد التعذيب والشتم، وهو ما جعل السلطات المغربية تتحكم في المعلومات وتسعى إلى نشر أكاذيب عن الواقع المعاش في المناطق المحتلة. ونقلت الحقوقية شهادات حية أمام كل الحاضرين من صحفيين، ممثلي المجتمع المدني وإطارات جبهة البوليزاريو، عن ما يتعرض إليه المناضلون في الأراضي المحتلة، موضحة أن الشعب الصحراوي يعيش معاناة كبيرة من اختطافات وممارسات عنف وتعذيب، حيث يستمر الاحتلال المغربي في طغيانه وبطشه ولكن في المقابل لم يتكمن من إضعاف مقاومة الشعب الصحراوي، الذي سيظل صامدا ومتمسكا بقضية بلده إلى غاية الحصول على الحرية والاستقلال، مشيرة إلى أن المناضلين الصحراويين شعارهم هو «مقاومة سلمية حتى النصر». وقالت المناضلة أن تشكيل خلايا لمكافحة جرائم الاحتلال المغربي اللاإنسانية واندلاع انتفاضة الاستقلال، كانت نقطة رئيسية في مسار القضية الصحراوية، بعد أن تمكن المناضلون من إرباك صفوف العدو من خلال حمل الشعب الصحراوي العلم الصحراوي، الذي كان بمثابة السلاح القوي الذي يدل على تمسكهم بالمقاومة والنضال وبأنهم لن يستسلموا. وأشارت إلى أن الاحتلال المغربي كان يظن أنه سيطر على الأوضاع وأنه استطاع أن يضعف قوات المقاومة الصحراوية، إلا أنه أصيب بخيبة أمل بعد انتفاضة الشعب وحمله للعلم وكذا تشكيل جبهة داخلية قوية، مشددة على أنه بالرغم من الظروف الصعبة ستبقى شعارات الشعب الصحراوي الرامية إلى الصمود في وجه الاحتلال المغربي للحصول على الحرية مرفوعة إلى أن يأتي ويحين ميعاد النصر والاستقلال. من جهة أخرى، أشادت باعلي بالمجهوذات الكبيرة التي تبذلها السلطات الجزائرية لتقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الصحراوي المناضل، مؤكدة أن الجزائر دولة وحكومة أثبتت تضامنها ومساندتها الدائمة للمقاومة الصحراوية العادلة في مختلف مراحل نضالها وفي جميع الظروف، لاسيما وأن الشعب الجزائري أكد لجميع دول العالم أنه مستعد للتضحية في سبيل الوطن، وهو ما حققه أبناء ثورة 1 نوفمبر 1954 التي تعتبر نموذجا حيا ومثالا يقتدى به الشعب الصحراوي.