يؤكد رئيس لجنة مناهضة التعذيب بمدينة الداخلة الصحراوية المحتلة المامي عمر سالم، استمرار فعاليات انتفاضة الاستقلال، ومواكبتها من قبل السلطات المغربية بالقمع والانتهاكات الحقوقية، وينوّه برفض الجماهير الصحراوية الحكم الذاتي الذي شبّهه ب ''نوم الخروف في حضن الذئب''. كما لا يستبعد المامي، الذي كان ضحية للتعذيب والإبعاد القسري إلى موريتانيا، أن يتعرض للمضايقات عند عودته إلى الأراضي المحتلة، رفقة أعضاء الوفد المشارك في ندوة الجزائر حول حق الشعوب في المقاومة. - قدمتم من المناطق الصحراوية المحتلة، هلا وضعتمونا في صورة الوضع هناك؟ ❊❊ الاحتلال لا يزال مستمرا في خرق حقوق الإنسان، عبر ممارساته من اعتقال تعسفي، ومحاكمات غير عادلة، وتعذيب، وحصار مضروب على المنطقة، التي يمنع على المراقبين الدوليين والصحفيين زيارتها. كما أن المغرب يصم آذانه عن النداءات الدولية المتكررة، التي تدعوه لاحترام حقوق الإنسان، وعلى رأسها حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. - وماذا عن فعاليات انتفاضة الاستقلال، وما هي الأشكال والمظاهر التي تتخذها في مواجهة الاحتلال المغربي؟ ❊❊ الانتفاضة لا تزال مستمرة من خلال مختلف أنواع النضال والاحتجاج السلمي، والوقفات والمظاهرات، وأساليب أخرى، تمكن المواطن الصحراوي الأعزل من إيصال رسالته عبر الاستراتيجيات السلمية، من قبيل الكتابات على الجدران، والاحتفال بالأعياد الوطنية الصحراوية، وارتداء الزي الصحراوي الموحد، وحمل الأعلام الوطنية، وحمل شارات الحداد السوداء على السواعد، وكلها وسائل تؤكد أن الشعب الصحراوي، لم يخضع رغم الترهيب والانتهاكات، وأنه مصر على نيل حقوقه. - تتحدث الحكومة المغربية، عما تقول إنه ''تجاوب'' لصحراويين مع مقترح الحكم الذاتي، فما صحة هذا الطرح، وما هو موقف الصحراويين من المقترح؟ ❊❊ رغم أن الشعب الصحراوي بالأراضي المحتلة، يعيش تحت سلطة الاحتلال، وفي بؤرة الدعاية، فإن ما يجري من انتهاكات ومحاكمات عسكرية ومدنية، كلها دلائل على رفض شعبنا هذا المقترح، وتمسكه بتقرير المصير. لأن الحكم الذاتي، ما هو إلا خطة مغربية لشرعنة احتلال الصحراء الغربية، ونحن في الأراضي المحتلة نرى الحكم الذاتي، مشابها لنوم الخروف في حضن الذئب. كما أن المسيرات اليومية والوفود التي تخرج إلى العالم معلنة رفضها إياه، وكذا الانتهاكات الحاصلة، وتقارير المنظمات الدولية، تؤكد كلها أن المقاومة تسير في الطريق الصحيح، ولن يوقفها شيء قبل نيل كرامتها وحريتها على كامل ترابها. - ألا تخشون من التعرض للاعتقال أو لمضايقات من قبل السلطات المغربية، عند عودتكم إلى الأراضي المحتلة؟ ❊❊التخوف شيء طبيعي، لكن ما نفخر به هو أننا ضمن هذه الوفود التي تفضح المحتل، وتكسر جدار الصمت والحصار المفروض على المنطقة. لذا لا بد من التضحية، مثلما ضحى قبلنا مناضلون فتحوا النوافذ التي ما فتئ المحتل يغلقها، ونحن نسير على نهج السياسيين والناشطين الذين اعتقلوا لمشاركتهم في فعاليات بالجزائر أو بمخيمات اللاجئين. وفدنا جاء ليؤكد أن السلطات المغربية مجبرة على اعتقال أزيد من 07 ناشطا صحراويا، وسيحولنا الاعتقال إلى أداة لإعلام العالم بحقيقة المحتل. - كناشطين صحراويين كيف تنظرون إلى الندوة التي تحتضنها الجزائر وما الذي تنتظرونه منها؟ ❊❊ الندوة بالنسبة لنا فرصة لتجديد العهد من طرف المناضلين، والتأكيد على التمسك بالوحدة الوطنية والتزامنا بها، في ظل الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي، وهو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. كما أنها فرصة لعرض شهاداتنا حول الوضع بالمناطق المحتلة، وتشبثنا بحقنا في الاستقلال والحرية.