انتفاضات المدن المحتلة أفشلت سياسة المغرب الرامية إلى وأد القضية دعا وفد من الحقوقيين الصحراويين القادمين من المدن المحتلة، إلى ضرورة مواصلة الانتفاضات السلمية بمختلف المدن الصحراوية المحتلة وتصعيدها كونها الطريقة الوحيدة لفضح انتهاكات المغرب المتواصلة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وأكدوا أنّ الهبّة المتواصلة للجماهير الصحراوية، أفشلت سياسات المغرب الرامية إلى القضاء على القضية وطمس حقيقة ما يجري في المدن الخاضعة لسطوته. وأكد إبراهيم دحان الذي قاد وفدا من 10 مناضلين حقوقيين قدموا من الأراضي المحتلة للمشاركة في إحياء الذكرى ال40 لتأسيس جبهة البوليزاريو، التي جرت فعالياتها بمخيمات اللاجئين في تصريح ل«المساء"، أن السكان الصحراويين في الأراضي المحتلة اقتنعوا أن التمسك بالانتفاضات السلمية ضد سياسة الانتهاكات المغربية لحقوق الانسان وقمع حرية التعبير في مدن العيون والداخلة والسمارة وبوجدور، هي الخيار الوحيد من أجل فضح الممارسات المغربية وتأكيد الحق في الاستقلال. وأوضح دحان الذي عانى ويلات التعذيب في السجون المغربية لعدة سنوات، أن سلطات الاحتلال المغربي مهما حاولت إسكات الصحراويين والنيل من عزيمتهم في التحرر والاستقلال، فلن تتمكّن من تقويض الإرادة الصحراوية التّواقة لبشائر الحرية وتقرير المصير الذي طال أمده. وقال المتحدث إن "أحداث العيون الأخيرة أعطت شحنة قوية للجماهير الصحراوية بالمناطق المحتلة وشجّعتها على المضي قدما وعدم العودة إلى الوراء، فيما يتعلق بمسيرة الكفاح من أجل الاستقلال". واغتنم الناطق الرسمي للوفد الفرصة لنقل الواقع المرير الذي يعيشه الصحراويون تحت وطأة الاستعمار المغربي، وممارسات التعذيب البشعة التي يمارسها هذا الأخير في حق الأطفال الأبرياء والقصّر والنساء، لا لذنب إلاّ لأنهم ساندوا الجماهير المنتفضة ضد البطش والاستعمار في المطالبة بتعجيل تقرير المصير، وفق ما تقتضيه اللوائح الأممية. وأضاف المتحدث، أن قدوم هذا الوفد الذي يضم 10حقوقيين صحراويين، عانوا ويلات الاعتقال، إلى مخيمات اللاّجئين بتندوف، لمشاركة جمهورية الصحراء الغربية وجبهة البوليزاريو إحياء الذكرى ال40 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، يعد تعبيرا قويا عن التضامن مع جماهير المخيمات وتأكيدا على وحدة النضال والتمسّك بمبدأ الكفاح من أجل نيل الحرية. وأكد أن صعوبة التنقل إلى مخيمات تندوف بسبب الحصار المغربي المضروب على المناطق، لم تمنع الوفد من مشاركة احتفالات الشعب الصحراوي بذكرى تأسيس جبهة البوليزاريو، رغم المتابعات القضائية التي تلاحقهم، بسبب التجمهر السلمي والمشاركة في الانتفاضات السلمية. وفي رده على سؤال حول احتمال اعتقال أعضاء الوفد من قبل الأجهزة الأمنية المغربية لدى عودتهم إلى الأراضي المحتلة، قال ابراهيم دحّان إن "الاعتقال أمر وارد ولن تتوان سلطات الاحتلال في تنفيذه كل مرّة تتاح لها الفرصة لقمع الصحراويين وإسكات صوتهم المنادي بالاستقلال والتحرّر". وأضاف أن هذا الإجراء التعسّفي لا يهم بقدر ما يُراد من وراء زيارة المخيمات، هدفه تأكيد اللحمة والتواصل بين صحراويي المناطق المحتلة ومخيمات اللجوء بتندوف.