مواصلة جهود التحكم في المالية العمومية وترشيد النفقات إطلاع المواطن بصعوبات ورهانات المرحلة اجتمع مجلس الوزراء، أمس، برئاسة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. فيما يلي النص الكامل للبيان الصادر عن الاجتماع: «ترأس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية يوم الثلاثاء 4 أكتوبر 2016 اجتماعا لمجلس الوزراء. - خلال هذا الاجتماع درس مجلس الوزراء وصادق على مشروع قانون المالية لسنة 2017. يتضمن النص تنفيذ الشطر الأول من «مسار الميزانية من 2017 إلى 2019» المصادق عليها من طرف مجلس الوزراء والتي ترافق «نمط النمو الجديد». وبذلك فهو يترجم إرادة السلطات العمومية في دعم النمو الاقتصادي وفي نفس الوقت جهد الدولة من أجل التنمية الاجتماعية، لاسيما دعم الطبقات المحرومة. لماذا 50 دولار سعرا مرجعيا؟ يرمي مشروع قانون المالية في جانبه الخاص بالميزانية، إلى دعم المالية العمومية التي تواجه، منذ أكثر من سنتين، انهيارا حادا في أسعار المحروقات. ويتضمن مشروع قانون المالية المعد على أساس سعر 50 دولارا لبرميل النفط إيرادات مقدرة ب5635,5 مليار دج وهو ما يمثل زيادة تناهز 13 من المائة مقارنة بالسنة المالية الجارية. وستدر الجباية العادية 2845,4 مليار دج، أي زيادة ب3,5 من المائة، فيما تقدر مداخيل الجباية النفطية ب2200 مليار دج. وفيما يخص النفقات، تضمن مشروع الميزانية مبلغ 6883,2 مليار دج، منها 4591,8 مليار دج بالنسبة لنفقات التسيير و2291,4 مليار دج قروض دفع بالنسبة لنفقات التجهيز. أما فيما يخص الرصيد الإجمالي للخزينة، فإن العجز سيقلص بنحو النصف مقارنة بسنة 2016 بحيث سينخفض من 15 من المائة إلى 8 من المائة. وبالرغم من القيود المالية التي ميزت إعداد مشروع الميزانية 2017، فإن هذا الأخير يعكس تمسك الدولة بالعدالة الاجتماعية والتضامن الوطني. وهكذا سيخصص مبلغ 1630,8 مليار دج للتحويلات الاجتماعية، أي 23,7 من المائة من ميزانية السنة. ويلاحظ من مجموع هذا المبلغ أن (أ) 413,5 مليار دج ستوجه إلى دعم العائلات، لاسيما من خلال دعم أسعار المواد الأساسية (الحبوب، الحليب، السكر والزيوت الغذائية) و(ب) 330,2 مليار دج لدعم قطاع الصحة و(ج) 305 مليار دج لبرامج السكن الوطنية. من جهة أخرى، يتضمن مشروع قانون المالية عدة اقتراحات وتدابير تشريعية ترمي إلى تحسين إيرادات الدولة وتشجيع الاستثمار وكذا مزيدا من التسهيل والتخفيف في الإجراءات الجبائية. الحكومة مطالبة بالعمل على إصلاح الجباية والمالية المحلية ولدى تدخله، بعد الموافقة على هذا المشروع، أشار رئيس الجمهورية إلى أن الجزائر التي تواجه ضغوطات مالية، شأنها شأن بلدان أخرى منتجة للمحروقات، تستفيد أيضا من حركية البناء الوطني التي تمت مباشرتها منذ عدة سنوات والتي لاتزال تتواصل على غرار نسبة 3,9 من المائة من النمو المسجلة خلال السنة الماضية والمؤكدة خلال السداسي الأول من هذه السنة. هذه الحركية سمحت بتقليص نسبة البطالة بشكل كبير بحيث انتقلت من 30 من المائة سنة 2000 إلى أقل من 10 من المائة في بداية هذه السنة. فيما تبقى الاستجابة للطلب الاجتماعي قوية، مثلما يتجلى من خلال توزيع 350.000 سكن هذه السنة، في حين أن أكثر من مليون وحدة سكنية أخرى هي في طور الإنجاز. وأضاف رئيس الجمهورية، أن القروض الهامة التي تم منحها للقطاعات المكلفة بالتنمية البشرية، على غرار التربية والتعليم والصحة وكذا الأغلفة المالية المخصصة للتحويلات الاجتماعية، تؤكد أن العدالة الاجتماعية والتضامن الوطني هما القاعدتان الأساسيتان اللتان تقوم عليهما سياسة الدولة في الجزائر. وبعد أن أوضح أن مشروع قانون المالية هذا يعد اللبنة الأولى في برنامج الميزانية المسطر لسنوات 2017 إلى 2019، دعا رئيس الدولة الحكومة إلى مواصلة الجهود للتحكم في المالية العمومية وترشيد النفقات قصد تمكين الدولة من الاضطلاع على أكمل وجه بمهامها في خدمة المواطنين ولاسيما الأكثر حرمانا منهم وكذا تعجيل التنوع الاقتصادي الذي ستتحرر بفضله البلاد على المدى المتوسط من التبعية للمحروقات. من جهة أخرى، طلب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، من الحكومة العمل على إصلاح الجباية والمالية المحلية لمرافقة المهام الجديدة المسندة للجماعات المحلية في مجال ترقية الاستثمار ومرافقة النشاط الاقتصادي. وخلص رئيس الجمهورية بالتركيز على أهمية الحوار مع الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين وإعلام المواطنين بانتظام، حول الصعوبات والرهانات وكذا حول المسعى الاقتصادي المباشر قصد كسب التفافهم في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها البلاد. - كما صادق مجلس الوزراء بعد الدراسة على مشروع قانون يتضمن التسوية الميزانية للسنة المالية 2014. وأبرز هذا النص المقدم طبقا للدستور، نتائج تطبيق الميزانية التي تمت المصادقة عليها من قبل البرلمان لسنة 2014 والتي سجلت عند إقفالها 3890 مليار دج من الإيرادات المحصلة و7656 مليار دج من النفقات المحققة وعجز بقيمة 3396 مليار دج. كما أشار المشروع إلى الآثار المادية للنفقة العمومية خلال 2014 لفائدة السكان والتي يذكر منها (أ) 62.000 مقعد بيداغوجي جديد في طور المتوسط، إضافة إلى 91.000 مقعد أخر في الثانوي و(ب) 40.000 مقعد بيداغوجي و38.000 سرير في الطور العالي و(ج) 355.000 مسكن منجز و(د) 186.000 مسكن موصول بالغاز و23.000 ربط بالكهرباء. تسهيلات للتصدير خارج المحروقات ومحاربة التهريب والغش وواصل مجلس الوزراء أشغاله بالدراسة والمصادقة على مشروع قانون تمهيدي معدل ومتمم لقانون الجمارك. التعديلات المقترحة ستسهل أكثر عمليات التصدير خارج المحروقات. كما ستعزز المراقبة وكذا مكافحة الجمارك الوطنية ضد التهريب والغش، لاسيما من خلال تطوير تبادل المعلومات والوصول إلى المعطيات بين الإدارات والمصالح العمومية الأخرى المعنية بمكافحة الغش والتهريب المالي والتجاري وغيره. كما يدرج مشروع القانون أيضا أحكاما تسهل أكثر مراقبة الجمارك وتعزيز طرق الطعن لفائدة الأعوان الاقتصاديين. - هذا وصادق مجلس الوزراء، بعد الدراسة أيضا، على مشروع قانون يتعلق بالنظام الوطني للقياسة. وسيسمح هذا النص بعصرنة النظام الوطني للقياسة الذي يعتبر أداة هامة من أجل اقتصاد منافسة منظم. ويقترح هذا النص بصفة خاصة، وضع مناهج وأدوات وتجهيزات قياسة موحدة ومطابقة للنظام الدولي للقياسة، بما يضمن أيضا تصديقها في الخارج لفائدة المنتوجات المحلية المصدرة. من جهة أخرى، يقترح النص تأسيس مجلس وطني مكلف بتحديد وتنسيق السياسة الوطنية للقياسة ودعمه بهيئة وطنية مكلفة بمراقبة تطبيق معايير القياسة وكذا شبكة مخابر متخصصة في المعايرة والمرجعية والاختبارات. حق المواطن في الحماية الصحية مبدأ أساسي في السياسة الاجتماعية هذا ودرس مجلس الوزراء وصادق على مشروع القانون المتعلق بالصحة. ويعكس هذا النص مكاسب السياسة الوطنية في مجال الصحة العمومية وكذا الابتكارات العالمية في مجال الصحة. وفيما يخص سياسة العلاج، اقترح مشروع القانون أساسا تعزيز الاستفادة من العلاج، خاصة بالنسبة للأشخاص المعسورين وإدخال بطاقة الصحة الإلكترونية والملف الإلكتروني للمريض من أجل تسهيل متابعته الطبية وكذا حق المريض في أن يكون له طبيب مرجعي. كما يقترح وضع برامج صحية خاصة بالنسبة لبعض الأمراض أو بعض فئات المرضى، وكذا قواعد تنظيم زرع الأعضاء والأنسجة والخلايا والمساعدة الطبية على الإنجاب ومنع الاستنساخ. وفيما يتعلق بمنظومة الصحة العمومية، يقترح مشروع القانون تنظيما جديدا يدرج الطبيب المرجعي والعلاج والاستشفاء في البيت، وكذا وضع نظام تقييم وتدقيق لهياكل الصحة العمومية، مع تعزيز المراقبة وعمليات التفتيش. ويقترح النص أيضا، إلغاء النشاط التكميلي وكذا جمع الموارد البشرية والمادية مع تطوير التوأمة والرعاية بين المؤسسات الصحية. من جهة أخرى، يتضمن المشروع دعم القطاع الخاص المكمل للصحة العمومية ومنح مهام المرفق العام للهياكل والمؤسسات الخاصة على أساس دفتر شروط. فيما يخص ضبط السياسة الوطنية للصحة، يتضمن نص القانون أساسا إنشاء مجلس وطني للصحة مكلف بشرح المسائل المتعلقة بالصحة للسلطات العمومية. كما يقترح تأسيس لجنة وطنية للوقاية من الأمراض غير المتنقلة ومكافحتها وكذا وضع برامج صحية وطنية وجهوية ومحلية. ولدى تدخله عقب المصادقة على هذا المشروع، ذكر رئيس الجمهورية بأن حق المواطن في الحماية الصحية مبدأ أساسي في السياسة الاجتماعية لبلادنا، مشيرا إلى أن الدولة تخصص سنويا مبالغ هامة لتطوير منظومة الصحة العمومية. وألح رئيس الدولة على ضرورة أن يكون التكفل الصحي بالمواطنين في مستوى هذه المبادئ الوطنية وهذه المساعدات العمومية. في هذا السياق، صرح الرئيس بوتفليقة أن إقرار قانون جديد خاص بالصحة يجب أن يرافقه التعجيل في إصلاح المستشفيات الذي يرمي إلى تنظيم أفضل للعلاج وتحسين نوعيته، مضيفا أن تطبيق نظام التعاقد فيما يخص العلاج بالمستشفيات أضحى ضرورة حتمية. - كما صادق مجلس الوزراء، بعد الدراسة، على مرسوم رئاسي يتيح مشاركة الجزائر في رفع رأسمال المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص. وتعمل هذه المؤسسة التابعة للبنك الإسلامي للتنمية، على دعم التنمية الاقتصادية للبلدان الأعضاء في البنك، من خلال منح تمويلات لمشاريع القطاع الخاص طبقا لأحكام الشريعة. وتعد الجزائر المساهم 13 من مجموع 53 دولة عضو في المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، الذي قرر رفع رأسماله. وستشارك بلادنا في هذه العملية بمبلغ قدره 6,17 مليون دولار تسدد في شكل حصص على مدى أربع سنوات. - كما صادق مجلس الوزراء بعد الدراسة على 5 مراسيم رئاسية تتعلق بالموافقة على ملاحق عقود بترولية. تتعلق ثلاثة مراسيم بملاحق عقود بترولية من أجل تمديد بعشر سنوات في كل مرة عملية الاستغلال على مستوى حقول «زمور الكبار والكتلتين 403أ و403ب» وكذا حقلي «روض اللوح» و»سيف فاطمة». المتعاملون المعنيون هم شركة سوناطراك وكذا شركتي إيني «ENI» وبي.أش.بي «BHP». المرسوم الرابع الذي صادق عليه مجلس الوزراء، يوافق لفائدة سوناطراك على تعجيل التنقيب على مستوى ستة حقول تقع عبر ولايات ورقلة والجلفة وتبسة والأغواط، بهدف رفع عدد الاكتشافات في مجال المحروقات بسرعة. أما المرسوم الخامس، فيوافق على ملحق يسمح لشركة «DEA» التي حلت محل شركة «RWE» بإعادة شراء حصص هذه الأخيرة في حقل «رقان شمال»، حيث تنشط بالشراكة مع سوناطراك. من جهة أخرى، صادق مجلس الوزراء، بعد الدراسة، على إعادة تقييم ترخيص برنامج لإنجاز رواق ربط في مشروع تحويل المياه من سد إراغن بجيجل إلى سهول سطيف. وتندرج هذه العملية ضمن نظام تحويل المياه من سد إراغن، الذي يصب في البحر، نحو سد تابلوط بولاية جيجل ومن ثمة نحو سد ذراع الديس بولاية سطيف، لتزويد 15 بلدية بالماء الشروب وسقي 20.000 هكتار من سهل العلمة. وسجل المشروع استكمال سدود تابلوط وكذا أكثر من 40 كلم من التحويل عبر القنوات وخمس محطات ضخ. بالمقابل عرف رواق باطن الأرض عدة انهيارات دفعت بالوكالة الوطنية للسدود والتحويلات إلى تبني حل مزدوج يضاف للخمسة كيلومترات من الأروقة التي تم حفرها، 21 كلم عن طريق الضخ والقنوات. وسيتم استكمال إعادة التهيئة هذه في أجل أقصاه 30 شهرا، مع إعادة تقييم ترخيص البرنامج بمبلغ قدره 19 مليار دج. - واختتم مجلس الوزراء أشغاله بالمصادقة على قرارات تتعلق بتعيينات وإنهاء مهام على مستوى مسؤوليات سامية في الدولة. أرقام ودلالات - 50 دولار لبرميل النفط سعر مرجعي اعتمد في قانون المالية 2017. - 5، 5635 مليار دج ايرادات مقدرة تمثل زيادة تناهز 13 بالمائة مقارنة بالسنة المالية الجارية. وستدر الجباية العادية 4، 2845 مليار دج أي زيادة ب5ر3 بالمائة فيما تقدر مداخيل الجباية النفطية ب2200 مليار دج. - 2، 6883 مليار دج مبلغ نفقات مشروع الميزانية منها 8، 4591 مليار دج بالنسبة لنفقات التسيير و4، 2291 مليار دج قروض دفع بالنسبة لنفقات التجهيز. أما فيما يخص الرصيد الإجمالي للخزينة فإن العجز سيقلص بنحو النصف مقارنة بسنة 2016 بحيث سينخفض من 15 بالمائة إلى 8 بالمائة. 8، 1630 مليار دج من ميزانية السنة. للتحويلات الاجتماعية أي 7، 23 بالمائة ويلاحظ من مجموع هذا المبلغ أن (أ) 5، 413 مليار دج ستوجه إلى دعم العائلات لاسيما من خلال دعم أسعار المواد الأساسية (الحبوب الحليب السكر والزيوت الغذائية) و(ب) 2، 330 مليار دج لدعم قطاع الصحة و(ج) 305 مليار دج لبرامج السكن الوطنية. - 9، 3 بالمائة من النمو المسجلة خلال السنة الماضية و المؤكدة خلال السداسي الأول من هذه السنة. هذه الحركية سمحت بتقليص نسبة البطالة بشكل كبير بحيث انتقلت من 30 بالمائة سنة 2000 إلى أقل من 10 بالمائة في بداية هذه السنة. - توزيع 350.000 سكن هذه السنة في حين أن أكثر من مليون وحدة سكنية أخرى هي في طور الإنجاز. - الآثار المادية للنفقة العمومية خلال 2014 لفائدة السكان و التي يذكر منها (أ) 62.000 مقعد بيداغوجي جديد في طور المتوسط إضافة إلى 91.000 مقعد أخر في الثانوي و(ب) 40.000 مقعد بيداغوجي و38.000 سرير في الطور العالي و(ج) 355.000 مسكن منجز و(د) 186.000 مسكن موصول بالغاز و23.000 ربط بالكهرباء.