لعل أهم التوجيهات التي قدمها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، لدى ترأسه اجتماع الوزراء المنعقد أمس الأول، تجديده التشديد على ضرورة «إعلام المواطنين بانتظام حول الصعوبات والرهانات»، حرصا منه على مرافقة الشعب كل الخطوات التي تقوم بها الدولة، ما يؤدي حتما إلى «كسب التفافهم في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها البلاد». لم يفوت رئيس الجمهورية، اجتماع مجلس الوزراء ليدعو الحكومة مجددا، إلى العمل على اطلاع الشعب بكل صغيرة وكبيرة، في هذا الظرف الاقتصادي الصعب المترتب عن تراجع أسعار المحروقات، والذي يتطلب التفافا لاجتيازه، إيمانا منه بأهمية علم المواطنين بكل التطورات في الجانب الاقتصادي يجري ومرافقتهم للجهاز التنفيذي، لاسيما وأن الجزائر مقبلة على المخطط الاقتصادي الجديد، الذي يعول عليه في التخلص من التبعية للمحروقات وتبعات تقلبات أسعارها. تعيش الجزائر على وقع تحولات جذرية، في إطار تجسيد المخطط الاقتصادي الجديد، لا طالما كان مطروحا، لكن فرض نفسه بعد «التسونامي» الذي عصف بالسوق النفطية، في النصف الثاني من العام 2014، فموازاة مع خيار «التحول الطاقوي» المطروح بحدة، فإنها تراهن على تنويع الاقتصاد، وفي غضون ذلك تعمل على اجتياز المرحلة الانتقالية بمرونة مع الحرص على تجنيب المواطنين صدمات وتبعات الأزمة الاقتصادية، لاسيما على القدرة الشرائية. الإبقاء على الدعم الموجه للمواد الأساسية في قانون المالية للسنة الجديدة، رغم أنه يتوقع أن تكون أكثر صعوبة مقارنة بالعام الجاري، بسبب استمرار تراجع أسعار الخام الأسود، بالإضافة على تجديد حرص رئيس الجمهورية تأكيد التمسك بالسياسة الاجتماعية، التي تصب في دعم العائلات المعوزة، يؤكد حرص الحكومة على الحفاظ على استقرار اجتماعي، رغم ترجع مداخيل النفط إلى أكثر من النصف، في انتظار انتعاشها مجددا، لاسيما بعد الاجتماع الرسمي الاستثنائي المنعقد قبل أيام قلائل بالجزائر.