قال آلان جوبي رئيس الوزراء السابق وأحد المرشحين السبعة الذين يتنافسون في الانتخابات التمهيدية لأحزاب اليمين والوسط والذي تشير مراكز استطلاع الرأي إلى أنه سيصبح رئيس فرنسا القادم، إنه من الخطأ تشبيهه بهيلاري كلينتون التي كان من المتوقع على نطاق واسع فوزها بانتخابات الرئاسة الأمريكية لكنها انهزمت أمام دونالد ترامب. قال جوبي الذي يتصدر استطلاعات الرأي، أمس الجمعة، «أنا لست هيلاري كلينتون... وفرنسا ليست أمريكا.» كان رئيس الوزراء السابق الذي يبلغ من العمر 71 عاما يتحدث إلى الإذاعة الحكومية قبل الانتخابات التمهيدية التي سيجريها حزب الجمهوريين المحافظ الذي ينتمي له وحلفاؤه غدا الأحد. ويتضمن السباق جولة ثانية تجري في 27 نوفمبر يتم خلالها اختيار المرشح لانتخابات الرئاسة. يخوض جوبي الانتخابات أمام شخصيات بارزة من بينها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون ويحتلان المركزين الثاني والثالث على التوالي في استطلاعات الرأي الخاصة بالنتائج المرجحة للانتخابات التمهيدية. بعد أن جاءت نتيجة الانتخابات الأمريكية مخالفة لاستطلاعات الرأي وتوقعات وسائل الإعلام تتساءل وسائل الإعلام الفرنسية عما إذا كان يمكن أن يتكرر ذلك على هذا الجانب من المحيط الأطلسي أو في انتخابات الرئاسة نفسها التي تجري على جولتين في أفريل وماي القادمين. يرجح خبراء استطلاع الرأي أن يفوز جوبي في الحالتين وإن كانت أحدث الاستطلاعات تشير إلى أن تقدمه تراجع كثيرا مما جعل من الصعب التكهن بالنتيجة التي سيحققها. مناظرة ثالثة مملة وتراشق كلامي حاول كل واحد من المرشحين السبعة الذين يتنافسون في الانتخابات التمهيدية لأحزاب اليمين والوسط إقناع الفرنسيين بأنه الرجل الأنسب لفرنسا، في مناظرة ثالثة وأخيرة جرت الخميس قبل الدورة الأولى المقررة غدا. وأظهر استطلاع للرأي أن فرانسوا فيون هو الذي نال ثقة الفرنسيين (33 بالمئة) يليه جوبيه (32) ثم ساركوزي (18 بالمئة). لم تأت المناظرة التلفزيونية بأفكار جديدة، بل ميزها تراشق كلامي عنيف بين بعض المرشحين والصحفيين. الهجمة الكبرى جاءت من نيكولا ساركوزي عندما طلب منه مذيع القناة الفرنسية الثانية التعليق على تصريحات رجل الأعمال اللبناني الذي أكد بأنه سلم له شخصيا أموالا ليبية. فغضب الرئيس الفرنسي السابق كثيرا وخاطب بلهجة عنيفة صحفي القناة قائلا له: «كيف تخول لك نفسك أن تطرح مثل هذا السؤال؟ هل نحن حقيقة في قناة تلفزيونية تابعة للقطاع العام ؟ لماذا لا تستحي وكيف يمكنك أن تعطي صدا لتصريحات جاءت من شخص أدين من طرف القضاء الفرنسي وحكم عليه بالسجن؟. فيما يتعلق بالإرهاب اتفق جميع المرشحين على توفير كل الإمكانيات العسكرية اللازمة للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية»الارهابي حيث يتواجد، لكنهم رفضوا بالمقابل إرسال قوات فرنسية إلى الأرض في العراق أوالموصل أو سوريا، عدا برينو لومير الذي يعتقد العكس. فيون الأكثر إقناعا قبل نهاية المناظرة، حاول كل مرشح أن يقنع الفرنسيين في كلمات قليلة بأنه الرجل الأنسب لفرنسا والقادر على إخراجها من الأزمة التي تتخبط فيها. لكن استطلاعا للرأي أجرته قناة « بي إف إم» بعد المناظرة أظهر أن فرانسوا فيون هو الذي أقنع عددا أكبر من الفرنسيين (33 بالمئة) يليه آلان جوبيه (32 بالمئة) فيما أتى نيكولا ساركوزي في المرتبة الثالثة ب 18 بالمئة. اليمين المتطرف على خطى ترامب جاءت تصريحات جوبي التي تشير ضمنيا الى أنه سيكون الرئيس الفرنسي القادم، غداة تحذير رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس خلال منتدى اقتصادي عقد، أول أمس، في برلين من فوز «ممكن» لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة ربيع 2017، وذلك بعد أيام من الصدمة التي أحدثها انتخاب دونالد ترامب في الولاياتالمتحدة. ردا على سؤال حول احتمال فوز لوبان بعدما حقق دونالد ترامب مفاجأة كبرى بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قال فالس «هذا ممكن». كانت مرشحة حزب «الجبهة الوطنية» مارين لوبان قد أشادت ب»بروز عالم جديد» إثر انتخاب ترامب. تابع خلال هذا المنتدى «كل استطلاعات الرأي تشير إلى أن المرشحة لوبان ستصل إلى الدورة الثانية، وهذا يعني أن توازن الحياة السياسية الفرنسية سيتغير بالكامل»، منبها من «الخطر الذي يشكله اليمين المتطرف» في وقت تتركز فيه الأنظار في فرنسا على الانتخابات التمهيدية. أضاف فالس «بالتأكيد، أنا لا أخلط الأمور. لقد كان ترامب مرشح حزب كبير، الحزب الجمهوري الذي كان يهيمن أساسا على الكونغرس والعديد من الولايات. لكن بالتأكيد خطابه ومقترحاته تثير القلق». سبق أن وصلت الجبهة الوطنية إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2002 حين أقصى جان ماري لوبان والد المرشحة الحالية، رئيس الوزراء الاشتراكي ليونيل جوسبان مثيرا مفاجأة كبرى، قبل أن يهزمه بفارق كبير جاك شيراك. أمام تصاعد موجات «الشعبوية»، دافع مانويل فالس عن «عولمة في خدمة الشعوب». القضاء ينصف جان ماري لوبان سمح القضاء الفرنسي للزعيم التاريخي لليمين المتطرف جان-ماري لوبان بالاستمرار في حضور اجتماعات «الجبهة الوطنية» بوصفه رئيسا فخريا للحزب، لكنه أيد بالمقابل قرار إقصائه من الحزب الصادر عن رئيسته. لوبان (88 عاما) الذي شارك في تأسيس «الجبهة الوطنية» في 1972 وترأسها لمدة 40 عاما، أقصي من الحزب بسبب تصريحات عنصرية متكررة تتعارض ومساعي ابنته مارين لوبان الرامية لتلميع صورة الحزب الذي تولت قيادته في 2011. أيد قضاة محكمة نانتير (ضاحية باريس الغربية) الخميس إقصاء لوبان من الحزب، لكنهم اعتبروا أن هذا لا يحرمه من منصب الرئيس الفخري للحزب، معتبرين أنه «بالتالي يجب أن تتم دعوته» للمشاركة في كافة الهيئات القيادية للحزب وإلا فإن كل مخالفة ستكون عقوبتها غرامة بألفي أورو. كما حكم على «الجبهة الوطنية» بدفع غرامة قيمتها 15 ألف أورو لجان ماري لوبان بسبب منعه من ممارسة مهامه كرئيس شرفي منذ أكثر من عام.